الأزمة الليبية من برلين إلى برازافيل
تقرير | 218
بعد أشهر من التأجيل والمشاورات والإتفاقيات والمناورات الدبلوماسية انتهت مرحلة أولى من عملية برلين بقمة في العاصمة الألمانية لتعلن عن بداية طريق طويل من الإجتماعات المستقبلية للوصول إلى السلام المنشود في ليبيا .
الاجتماع المقبل حول الأزمة ستحتضنه برازفيل عاصمة جمهورية الكونغو في 30 يناير الجاري تحت رعاية اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي ومن المتوقع أن تكون أطراف دولية أخرى حاضرة في الإجتماع وسيكون الهدف دراسة تطور الوضع في ليبيا قبل قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي الإتحاد الإفريقي التي ستكون في أديس ابابا بإثيوبيا.
التحرك الإفريقي بقمة برازفيل ليس الوحيد حول الأزمة الليبية فتحركات الإتحاد الأوروبي بعد برلين باتت واضحة بعد الزخم والإهتمام الدولي الكبير الذي خلفه مؤتمر برلين والذي شكل فرصة ذهبية لأوروبا لتستيقظ من سباتها حول ليبيا فقد قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إحياء عملية صوفيا في أول تحرك لهم بعد برلين في إجتماع الوزراء ببروسكل، وبحسب تصريحات مسؤول السياسة الخارجية للإتحاد الأوروبي جوزيف بوريل فأن صوفيا سيتم تحديثها وزيادة فعاليتها لتركز بشكل أكبر على فرض حظر الأسلحة الدولي وليس فقط لوقف تدفقات الهجرة وقد تتطور لتصل إلى مهمة مراقبة وقف إطلاق النار أيضاً .
بعد تكثيف موسكو وأنقرة لتواجدها في ليبيا والقارة الأفريقية، باتت القلق الأوروبي وقود لدبلوماسية وسياسة الإتحاد الخارجية ورغم أن الطريق أمام الإستقرار والسلام في ليبيا ما زال طويلاً ومحفوفًا بالصعوبات ، إلا أن أوروبا تحصلت الآن على فرصة فريدة للحد من التمدد الروسي والتركي من خلال ترجمة إلتزامات برلين إلى أفعال على أرض الواقع ، ومنع ليبيا من أن تبصح ساحة المعركة لحرب بالوكالة الدولية.