الأسباب الحقيقية لمغادرة الأتراك باليرمو
كشفت مصادر دبلوماسية تابعت اجتماع باليرمو وتحضيراته، عن كثب عن السبب الحقيقي وراء انسحاب الوفد التركي من المؤتمر، وكيف أربك حضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وتحركاته مع الجانب الفرنسي والروسي حسابات أطراف كانت تعمل لسحب ملف الحوار العسكري الذي يجري منذ نوفمبر عام 2017 بالقاهرة إلى تركيا وهو أمر جعل من المشير حفتر يحسم مسألة الحضور وإن كان جزئيا كما أبلغ مكتبه.
وتفيد المعلومات التي تحصلت عليها “218” من مصادرها أن مشاورات سبقت المؤتمر قامت بها تركيا مع أطراف دولية وأخرى ليبية تعمل لصالح حكومة الوفاق إلى جانب دولة عربية كانت تضغط دوليا باتجاه ضرورة انتزاع اعتراف بالسراج قائدا أعلى للجيش.
هذه التحركات سرعان ما تبددت جراء تمسك الأطراف الحاضرة باليرمو بأن تكمل القاهرة المسار العسكري، وأصبح الموقف أكثر قوة حين أيدت روسيا وفرنسا هذا الطرح الذي اقتنع به كونتي شريطة أن يخرج مؤتمره بصورة تحفظ ماء الوجه بعدما كان على وشك الفشل التام.
وتقول مصادرنا إن الرئيس السيسي رفض تواجد الوفد التركي خلال الاجتماع المصغر الذي جمع المشير حفتر والسراج ومجموعة من الأطراف الفاعلة للملف الليبي، ووافقت إيطاليا على عدم حضور الوفد التركي الذي ترأسه “فؤاد أقطاي” نائب الرئيس التركي الذي انسحب من المكان، معلنا مقاطعة تركيا المؤتمر، وعازيا ذلك لعدم مقدرة المجتمع الدولي بالخروج بموقف موحد تجاه القضية الليبية.