اغتيال السادات بين قواته المسلحة
ذكرى اغتيال الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات أثناء حضوره عروض الجيش احتفالا بنصر أكتوبر 73... تعرف على التفاصيل.
في مثل هذا اليوم من العام 1981 اغتيل الرئيس المصري محمد أنور السادات خلال عرض عسكري أقيم في القاهرة احتفالا بذكرى انتصار أكتوبر الذي استطاع فيه المصريون عبور قناة السويس في نفس التاريخ من عام 1973
فبينما كان الرئيس المصري في المنصة الشرفية جالسا بين قواته المسلحة يستمتع بالعروض، كان خالد الإسلامبولي في سيارة تجرّ المدفع الكوري الصنع عيار 130 مم حتى أصبح أمام المنصة الشرفية تماما، ولم تمضي لحظات حتى خرجت بندقية خالد وشريكه القناص “حسين عباس” لتمطر المنصة بوابل من الرصاص
عملية صدمت كل من كان حاضرا في ذلك اليوم، فقد بدا الأمر في البداية انقلابا عسكريا، وكان أغلب من رافقوا السادات على المنصة الشرفية نائمين على الأرض محتميين بالكراسي، بينهم نائبه الرئيس السابق محمد حسني مبارك، بينما السادات الذي أصيب برصاصة في رقبته، كان واقفا ويصرخ في القتلة تحت المنصة، الذين أمطروه مباشرة بوابل من الرصاص في صدره وقلبه
لم يكن السادات الضحية الوحيدة، فقد قتل في حادثة المنصة مصوره الشخصي “محمد يوسف رشوان” وموفد من السلطان العُماني اسمه “خلفان ناصر” إضافة إلى الأنبا صموئيل، وشخص صيني يُدعى “شانج لوي. فيما تمكن النائب حسني مبارك ووزير الدفاع المشير عبد الحليم أبو غزالة من النجاة بأعجوبة
هذا الحادث أثار الأسئلة والشكوك عن كيفية القيام بمثل هذه الخطوة الجريئة بالرغم من التواجد الأمني الكبير، ولكن بعد سنوات طويلة كشفت التحقيقات تورط عدد من رجال الشرطة في الحادثة
وقد قبض على خالد الإسلامبولي في نفس اليوم ثم محاكمته بعد ذلك بالإعدام رميا بالرصاص، بينما تمكن القناص حسين عباس من الهرب خلال الجموع، وقُبض عليه بعد 3 أيام من الحادثة، جراء اعتراف شركائه عليه
كان السادات ومازال من أكثر الزعماء إثارة للجدل، فيرى مؤيدو سياسته أنه الرئيس الأكثر جرأة وواقعية في التعامل مع قضايا المنطقة، بينما على النقيض من ذلك، يرى خصومه أنه قوض المشروع القومي العربي وحيّد الدور الإقليمي المصري في المنطقة وقضى على مشروع النهضة الصناعية والاقتصادية
وبالرغم من هذا الاختلاف حول السادات إلا أنه واحد من الذين كتبوا التاريخ في المنطقة، وهو شاهد على أكثر فترات المنطقة احتداما سواء عندما كان ضابطا أو نائبا لرئيس الجمهورية أو لكونه رئيسا للجمهورية المصرية