اعتراف بايدن بإبادة الأرمن.. بين ترحيب أرمني وتنديد تركي

تباينت ردود الفعل على قرار الرئيس الأميركي جو بايدن، باعتبار مذابح الأرمن التي ارتكبتها الإمبراطورية العثمانية في أواخر عهدها عام 1915، تمثل إبادة جماعية، بين مرحب من جانب أرمينيا، ومندد بالقرار من الجانب التركي.

وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، في إعلان تاريخي، أن مذابح الأرمن التي ارتكبتها الإمبراطورية العثمانية، تمثل إبادة جماعية، وتمثل هذه الخطوة، التي تعد رمزية إلى حد كبير، تصعيدا في العلاقات المتوترة أساسا بين تركيا والولايات المتحدة، الشريكتين في حلف شمال الأطلسي، إذ يسود الخلاف بينهما على عدد من الملفات.

بايدن أضاف في بيانه إن الشعب الأمريكي يكرم “جميع أولئك الأرمن الذين فقدوا أرواحهم في الإبادة الجماعية، التي بدأت في مثل هذا اليوم منذ مئة وست سنوات، مشيدا في الوقت ذاته بجهود المهاجرين الأرمن الذين أثروا الولايات المتحدة بطرق لا حصر لها، عبر العقود، لكنهم أبدا لم ينسوا التاريخ المأساوي”. مشددا على أن الهدف من الاعتراف بتلك المجازر ضمان بألا يتكرر ما حدث أبدا.

رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان أعرب في رسالة وجهها للرئيس بايدن عن شكره وامتنانه للخطوة الأميركية التي قوبلت “بحماس شديد” من جانب أرمينيا والأرمن في كل مكان في العالم، معتبرا أن الاعتراف بالإبادة مسألة تتعلق بأمن أرمينيا، خاصة بعد الأحداث التي جرت في المنطقة العام الماضي. بينما قالت وزارة الخارجية التركية إنها استدعت السفير الأمريكي لدى أنقرة بشأن القرار، ونقلت إليه ما وصفته بـ”رد فعل قوي” من جانب تركيا.

الخارجية التركية أشارت في بيانها إلى أنه لا أساس قانوني للاعتراف الأميركي وأن أنقرة “رفضته ونددت به بأشد العبارات”. معتبرة أنه تسبب بجرح في العلاقات بين البلدين سيكون من الصعب علاجه”. كما شدد وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو على الرفض التركي للخطوة الأمريكية التي استندت بحسب تعبيره إلى “الشعبوية فقط”.