“اعترافات خطيرة” بقضية الساعدي والرشوة الكندية
تقرير 218
بعد نحو شهر ونصف من الشهادات والمرافعات بات مصير نائب المدير التنفيذي السابق لشركة SNC-Lavalin سامي بباوي في أيدي هيئة المحلفين بعد فترة وجيزة من انتهاء المدعين العامين الفيدراليين من تقديم مرافعاتهم الختامية الثلاثاء.
ويواجه بباوي 5 تهم تتعلق بالاحتيال، وغسل الأموال، وحيازة الممتلكات المسروقة والرشوة من موظف عمومي أجنبي، واعترف بباوي في منتصف محاكمته بأنه مذنب في التهم الـ5 وأُسقِطت عنه 3 تهم أخرى من لائحة الاتهام.
وركزت محاكمة التاج الكندي في القضية على العلاقة بين بباوي والساعدي القذافي الذي كان قادرا على تسهيل إجراءات عقود الشركة في ليبيا التي حصل الساعدي بسببها على أكثر من 26 مليون دولار ويخت فاخر صنع خصيصا له من نوع Hokulani بعد أن تحصلت الشركة على عقود بمشروع النهر الصناعي.
وكشفت الأدلة أن عملاق الهندسة الكندية حوّل ما يقرب من 113 مليون دولار عبر شركات وهمية لدفع رشاوى لأشخاص ساعدوه في الحصول على عقود مربحة في ليبيا أواخر التسعينيات.
ولخّصت المدعية العامة الكندية آن مانوكيان مرافعاتها في أن بباوي تعامل بجشع شره وبمبدأ الغاية تبرر الوسيلة، إلا أن الغاية لم تفد بباوي الذي يواجه سنوات من السجن والتعويضات المالية.
وكان المدير السابق للمشروع، أندريه بيلاند، وفي حديثه أمام المحكمة قد قال إن سامي بباوي وكبير المسؤولين الماليين السابقين جيل لارامي كانان يراقبان عن كثب العمليات في ليبيا ويضيقان عليها عندما يكون التدفق النقدي منخفضا، وفقا لما أدلى به بيلاند في شهادته أمام محاكمة بباوي والتي نقلتها صحيفة مونتريال قازيت الكندرية.
وقامت الشركة أثناء عملها بمشروع النهر الصناعي برعاية فريق كرة قدم في طرابلس شارك فيه الساعدي القذافي وقال بيلاند إنهم قاموا بوضع شعار الشركة في الملعب وكان اسمها على قمصان الفريق.
وفي مناسبات قليلة في عام ألفين، طلب رياض بن عيسى، المدير التنفيذي السابق لشركة لافالين، من بيلاند أنْ يرافقه في مباريات كرة القدم في طرابلس، حيث التقى الساعدي القذافي مضيفا أن الساعدي القذافي قد استأجر العداءة الكندية بن جونسون لتدريبها.
بن عيسى ووفقا لما كشفته المحاكمة قد كان مسؤولا عن تدخل الساعدي القذافي لتسوية مستحقات بملايين الدولارات إضافة إلى الحصول على عقود هندسية باهظة الثمن في ليبيا في أوائل العقد الأول من القرن العشرين، حسبما سمعته هيئة المحلفين، التي قالت إن هذه العلاقة وفقا للمعلومات التي تحصلوا عليها أدت إلى تطوير مخطط لدفع الملايين من الرشاوى، بما في ذلك الساعدي القذافي نفسه، لضمان استمرارها في تلقي العقود المربحة في ليبيا.