اعتذار الحريري يُشعل المواجهات في لبنان.. وتحذيرات من “الفراغ”
لم يكد رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري يعلن اعتذاره عن التكليف؛ حتى تجددت التظاهرات وقطع الطرق، خاصةً في بيروت وطرابلس؛ احتجاجًا على تردي الأوضاع المعيشية، وسجلت إصابة خمسة جرحى بمواجهات بين الجيش ومحتجين في طرابلس، وسط تحذيرات من قائد الجيش، العماد جوزيف عون، من تفاقم الوضع في البلاد سوءًا مع تأجيج التوترات السياسية والاجتماعية؛ بسبب الأزمة المالية، لا سيما بعد تجاوز سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار ثلاثة وعشرين ألف ليرة.
ردود الفعل؛ توالت على خطاب الاعتذار الذي أذاعه “الحريري”، وكان أولها من الرئيس ميشال عون نفسه، الذي أكد أن بلاده ستتجاوز الظروف الصعبة التي تمر بها حاليا، مشددًا على رهانه على “جيل الشباب في بناء مستقبل لبنان”.
من جهته، أعرب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، عن تضامنه مع الشعب اللبناني الذي أصيب بخيبة أمل بعد اعتذار الحريري، داعيًا إلى الإسراع في تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات، والتحضير للانتخابات البرلمانية القادمة.
وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان؛ وصف الإخفاق في تشكيل حكومة لبنانية جديدة بـ”الأمر المروع”، مُحملاً الطبقة السياسية التي تحكم البلاد بأكملها مسؤولية ما حصل، بتغليبها المصالح الخاصة على المصلحة الوطنية، لكنه أعرب، في الوقت ذاته، عن أمله في أن الوقت ما يزال متاحًا للنهوض مجددًا.
من جانبها، أبدت الأمم المتحدة أسفها لاعتذار “الحريري”، ودعت متحدثة باسم المنظمة، القادة السياسيين للبلاد إلى التفاهم سريعًا على تشكيل حكومة جديدة.
وغداة اعتذار “الحريري” عن تشكيل الحكومة؛ أعلنت الخارجية الفرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون، سينظّم، بالتعاون مع الأمم المتحدة، مؤتمرًا دوليًا جديدًا حول لبنان الشهر المقبل، تزامنًا مع الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت المروع؛ بهدف مساعدة اللبنانيين على الخروج من الأزمة غير المسبوقة التي يتخبط فيها البلد.