استنكار شعبي لتحول طرابلس إلى “ثكنة عسكرية”
تقرير | 218
بعد اندلاع الحرب جنوب طرابلس ومع دخول أرتال عسكرية من مدن أخرى إلى العاصمة، أصبحت المظاهر المسلحة بارزة داخل الأحياء المكتظة بالسكان وسط استنكار من قبل الأهالي.
وباتت السيارات المسلحة المزودة بالرشاشات والمدافع والتي دخلت من مدن مختلفة تتجول داخل أزقة وشوارع العاصمة بكل أريحية دون رقيب أو حسيب، ودون وجود ردع أمني أو تعليمات بعدم التوغل داخل المناطق البعيدة عن الاشتباكات.
وأثار هذا الأمر امتعاض مواطنين كثر من سكان العاصمة، بعضهم فضل التعبير من خلال حساباته الشخصية في منصات التواصل الاجتماعي، وبعضهم فضل الإدلاء به عبر المساحات التفاعلية عبر القنوات التلفزيونية.
وينذر تحول شوارع العاصمة وبيوتها الصغيرة إلى ما يشبه الثكنات العسكرية بعواقب وخيمة، ويزيد من فرص الاستهدافات العسكرية للمدنيين، ويزيد أيضاً من الصدامات الشخصية وتصفية الحسابات خصوصاُ بين الشباب الملاحقين قضائياً والذين عززوا حضورهم بامتلاكهم للأسلحة الخفيفة والمتوسطة واندماجهم داخل التشكيلات المسلحة، ويجعل من الصورة العامة مشوشة ومليئة بالتشوهات.
طرابلس اليوم هي طرابلس ما بعد فبراير، العذر في البداية كان الخروج من مرحلة الثورة وانتظار الدمج والتأهيل، لكن اليوم لا عذر لمن يدخل بسيارته المسلحة وعربته المزنجرة إلى الأحياء المكتظة بالسكان ليهدد حياة المواطنين ويبث الرعب في نفوسهم، ويكرّس منطق الفوضى الذي يحتم على من يريدون النظام أن يواجهونه بقوة وحزم لا أن يغضوا الطرف عنه.