“استضافة يتيمة” لآسيا وأفريقيا.. والمغرب يدخل السباق
218 | خاص
رغم الثقل الجغرافي والاستراتيجي للقارتين الآسيوية والأفريقية فإنهما لم تستضيفا نهائيات كأس العالم سوى مرتين، بواقع مرة واحدة لكل منهما، إذ سُمِح لكوريا الجنوبية واليابان عام 2002 بـ”أول تنظيم مشترك” للمونديال، وقد أدارت الدولتان عبر تناسق وانسجام واضح ملف استضافة كأس العالم، وأبهرا العالم بدقة التنظيم، وهو ما أهّل دول عدة في القارة التفكير بالتقدم بطلب للاستضافة، إذ رسي ملف تنظيم مونديال 2022 على قطر، في ظل شكوك كبيرة تحوم حول هذا التنظيم، وهو ما قد يحرم القارة الصفراء من ثاني استضافة.
أسوة بآسيا، فإن القارة السمراء حظيت بهذا “الشرف الرفيع” مرة واحدة، عندما تقدمت جنوب أفريقيا في العالم 2010 لاستضافة المونديال، وقد نجحت هي الأخرى بـ”تنظيم مبهر”، ومسجلة “ميزة لافتة” وهي أن جنوب أفريقيا قدّمت إلى العالم إسم بطل غير تقليدي لحمل اللقب، إذ استطاع منتخب إسبانيا من الفوز في المباراة النهائية على حساب منتخب هولندا، فيما تتقدم المغرب لطلب استضافة كأس العالم عام 2026 في مواجهة محتمل مع ملف استضافة مشترك بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، وهو ما يُضْعِف موقف المغرب في مواجهة من هذا النوع.
ويخضع معيار ترسية ملف الاستضافة إلى عوامل عدة في قبول طلب الترشيح من عدمه، ومن بين العوامل الواجب توفرها هو أن يكون مستوى اللعبة إضافة إلى شعبيتها في المنطقة المستهدفة كبيرا، وهو أمر لا ينقص القارتين الآسيوية والأفريقية، علما أنه في حال تمكن المغرب من انتزاع ترشيح استضافة مونديال 2026 فإنه لأول مرة في تاريخ البطولة يجري تنظيمها لمرتين متتاليتين في بلد عربي.
يُشار إلى أنه حين نظّمت آسيا مونديال 2002 فإنه كان لافتا أن يصعد منتخب آسيوي هو كوريا الجنوبية إلى دور نصف النهائي، لتحديد صاحب المركز الثالث المركز الثالث، إذ انترعه المنتخب التركي، علما أنه يحلو لأوساط رياضية القول إن تركيا التي يقع جزء كبير من أرضيها في القارة الآسيوية هي الأخرى أبلت بلاءاً حسناً في مونديال 2002، لكن تركيا مصنفة ضمن لوائح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ولا تشارك في أية بطولات آسيوية.