اختيار “بديل سلامة”.. مخاض عسير ينتظر الأطراف الدولية
تقرير | 218
كان الخبر المفاجئ الذي تمثل في طلب غسان سلامة إعفائه من مهامه مبعوثاً أممياً إلى ليبيا قد أحدث ضجة كبيرة وربكة في الأوساط الداخلية والخارجية ، فكثير من الدول عبرت في مواقف رسمية عن أسفها للخبر، ذلك أنها تدرك جيداً أن الظرف الحالي الذي تقدم فيه بسلامة بطلب الإعفاء من غوتيريش هو ظرف حساس تمر به ليبيا .
الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والدول الضالعة في الملف الليبي تبدو هذه الفترة في حالة استقطاب حاد بسبب حدة المواقف الداخلية واشتداد الحرب في طرابلس وفي جنوبها وإصرار الجيش الوطني على إكمال المهمة الأمنية نحو فرض الأمن والاستقرار في كافة ربوع البلاد، لذلك تبدو المؤشرات واضحة على صعوبة إيجاد البديل والتوافق عليه بسرعة وهو ما سيجعل من البعثة الأممية في حالة من الارتباك خصوصاً مع تنظيمها للمسارات التفاوضية الثلاثة.
إيجاد البديل لا يبدو أنه أمراً بسيطاً، ففضلاً عن عدم استعداد الشخصيات الدبلوماسية لقبول الملف الليبي في أكثر أوقاته حرجاً وصعوبةً، يظهر واضحاً تمسك الدول الخارجية بما تراه هي مناسباً للحالة الليبية.
الأتراك، على سبيل المثال، وبعد زجهم بالمرتزقة وإرسالهم لقواتهم والعتاد العسكري والدعم اللوجستي لم يفرطوا فيما قدموه بسهولة وسوف يضغطون من أجل إيجاد شخصية تعطي أفضلية لطرف التشكيلات المسلحة على طرف الجيش الوطني الذي لم يصدر عن قائده المشير خليفة حفتر حتى اللحظة تعليق على طلب سلامة لإعفائه من مهامه والذي قد يكون بحسب بعض القراءات رفعاً للسقف وضغطاً على الأطراف الخارجية من أجل تسهيل مهمته وتنفيذ مخرجات برلين التي عززها قرار من مجلس الأمن.