اختفاء الرقم 10!
خيري القاضي
بالنظر إلى متوسط المباريات للاعب في الموسم الواحد، نلاحظ أن هناك ازديادا عما كان عليه قبل عقود قريبة. ويعزى ذلك لزيادة عدد المنتخبات المشاركة في البطولات القارية، بالإضافة إلى كأس العالم الذي من المنتظر أن يصل عدد منتخباته إلى 48 منتخبا في النسخ المقبلة، بعد أن كان العدد لا يتجاوز 16 منتخبا، إضافة للنظام الجديد للبطولات القارية للأندية والمباريات التسويقية التي تسبق الموسم.
استحداث بطولات جديدة كدوري الأمم الأوروبية وكأس العالم للأندية كان له دور أيضاً؛ ما جعل متوسط عدد المباريات للاعب كرة القدم يصل إلى ما بين 50 إلى 60 مباراة في الموسم؛ وهو ما جعل كرة القدم رياضة بدنية بحتة، وأدّى إلى تلاشي اللاعبين أصحاب الموهبة.
هذا الواقع جعل خارطة كرة القدم في العالم تتغير، فصارت الهوّة بين أوروبا وباقي القارات تتزايد في كل سنة خاصة مع أمريكا الجنوبية.
اختفى عصر اللاعب رقم 10 الذي يفعل كل شيء، ويتوقف على أدائه مصير الفريق، وأصبح الدفاع والتكتيك المعقد هو الأساس، والعامل البدني الخاصية الأهم.. حيث تشيرُ آخر الأرقام إلى أن متوسط ركض لاعب الكرة يصل إلى 12 كم في المباراة، وهذا الرقم كان فقط 9 كيلومترات في الثمانينيات
في الفترة الأجمل من تاريخ الكرة الممتدة من سنة 1980 حتى سنة 2000 كان للرقم 10 رمزية خاصة.
ففي كل منتخب، الرقم 10 يساوي نصف الفريق؛ بداية بمارادونا الأرجنتين، مرورا بحاجي رومانيا وروبي باجيو إيطاليا وزيكو البرازيل وفالديراما كولومبيا، وصولا إلى آخر فرسان هذا الرقم نجم الأرجنتين ليونيل ميسي الذي يواجه صعوبة مع منتخب بلاده بسبب هذا الأسلوب.
ومن خلال هذا التغير في أسلوب الكرة لا يوجد الآن منتخب أو فريق يعتمد على لاعب بعينه وأصبحت كرة القدم فعليا 11 لاعبا.. والجاهزية الذهنية والبدنية تأتي قبل المهارة والفنيات العالية، وبات الرقم 10 رقما كغيره من الأرقام الـ23.