اختطاف مهندسي “سيمنس”.. قفزةٌ إلى الوراء
كردّ فعل طبيعي على حادثة الاختطاف التي طالت مهندسين أجانب يعملون في محطة أوباري الغازية، وأيضا الخروقات الأمنية العديدة التي طالت بعض المواقع مثل حقل الشرارة، فإن “كوريا الجنوبية” اشترطت أمس الإثنين على ليبيا وضع خطط أمنية مشددة قبل عودتها لاستئناف العمل في مشروعاتها المتوقفة في مجال الكهرباء في ليبيا.
ونقلت وكالة أنباء “شينخوا” عن مصدر في الشركة العامة للكهرباء قوله ان الوفد الكوري ممثلاً في مسؤولي شركات حكومية تعمل في قطاع الكهرباء وعدد من مسؤولي السفارة، قاموا بزيارة الشركة والاجتماع بمسؤوليها، واشترط الوفد وضع خطط أمنية مشددة قبل عودة الشركات الكورية إلى ليبيا، وتأتي “هيونداي” على رأس هذه الشركات التي تنفذ عدداً من المشروعات في ليبيا.
وأضاف المصدر أن مسؤولي شركة الكهرباء أكدوا موافقتهم على الطلب الكوري قبل استئناف عودتهم التي كانت مقررة في نوفمبر الجاري، مؤكداً تعهد الشركة بتأمين العاملين في الشركات الكورية في حال عودتهم إلى ليبيا.
وعن العاملين الكوريين المتواجدين حالياً في ليبيا قال المصدر أن داخل ليبيا توجد فرق فنية صغيرة فقط، وهي مكلّفة منذ أغسطس بتجهيز عودة الطواقم الرئيسية للشركات الكورية بعد الانتهاء من تقديم تقاريرها الفنية وتقييم الحالة الأمنية.
لتكون هذه التطورات بمثابة القفزة إلى الوراء فيما يتعلق بعودة الشركات الأجنبية إلى البلاد، ذلك أن حادثة الاختطاف التي طالت مهندسين ثلاثة منهم أتراك وواحد جنوب أفريقي يحمل الجنسية الألمانية أيضا، أدت إلى مغادرة الخبراء والمستشارين في شركة “سيمنس” الألمانية مشروع محطة أوباري عائدين إلى بلادهم السبت الماضي.
وكانت الشركة العامة للكهرباء أعلنت مطلع أغسطس شروعها في ترتيبات عودة الشركات الكورية إلى البلاد لاستكمال تنفيذ مشروعات محطات توليد الكهرباء، إذ كان التركيز سينصب على استكمال ثلاثة مشروعات متوقفة تشرف على تنفيذها كوريا الجنوبية بقيمة تبلغ “3” مليار دولار.
وهذه المشروعات هي مشروع غرب طرابلس وخليج سرت بقدرة إنتاجية تبلغ “1400” ميغاوات لكل منهما، ومشروع الزويتينة بقدرة إنتاجية تبلغ “250” ميغاوات، ما يعني أن هذه المشاريع ستظل متوقفة حتى إشعارٍ آخر.