احذر.. فالمدمنون يدخلون بيتك كل يوم!!
محمد خليفة إدريس
بتطور الحياة البشرية وزيادة تعقيداتها، تظهر متغيرات جديدة في كل شيء وليس الإدمان بمعزل عن التطور الذي داهم حياتنا وقد ظهر مؤخرا داء عضال أسميته “إدمان الشاشة”.
أعراض المرض:
تختلف أعراض المرض باختلاف الشخص حيث إن أعراضه لدى المذيعين ومقدمي البرامج تختلف اختلافا جزئيا عن إدمان الضيوف ولكنها متقاربة في مناحٍ كثيرة وهي:
– الظهور اليومي في برامج الحوارات
– استخدام عبارات كبيرة للإيحاء بالخبرة من قبيل “لوجستيا، واستراتيجيا، وديموغرافيا، وجيبولوتيكيا …. إلخ”.
– يقول الضيف أو المذيع عن معلوماته غالبا من “مصادري الخاصة”.
– دائما ما يسشتهد بكلمة ” يرى كثير من المراقبين، المحللين، المهتمين .. إلخ” دون تسميتهم.
– يجيد كافة أنواع التحليل السياسي والأمني والعسكري والاستراتيجي، الإيدز والالتهاب الكبدي والضغط و”السكري” وكافة الأمراض السارية والمتوطنة.
– دائم القلق وسوداوي، ومحب بشكل كبير للتشاؤم والكآبة لكون الشعوب العربية في غالبيتها تحب الحزن، فحتى في أفراحنا نغني عن “المرهون، الياس… إلخ” .
– يستخدم أسلوبا هجوميا في الحديث بعيدا عن الرصانة والموضوعية ويظهر تحيزه صراحة دون خجل، ويلفظ كلمات بذيئة بين الفينة والأخرى كنوع من التأكيد على انحيازه، وفي بعض الأحيان يتهجم حتى على مذيعه المضيف وهناك رئيس لـ “مركز أبحاث” تستضيفه قناة ليبية يستخدم هذا الأسلوب بكثرة .
– لا يدخر جهدا في الظهور من أي مكان حتى وإن كان من “بير السلم” في مكالمة سكايب بائسة إذا لم يتمكن من الحضور أو الظهور عبر الأقمار الصناعية.
– يستخدم كلمات عامية بذيئة في محاولة لمحاكاة حالة الشعبوية التي يعيشها العالم اليوم والتي ساهمت بشكل كبير في دعم التيارات المتطرفة.
– في حالة المذيعين يكون المذيع مهيمنا على الحوار بأسئلة استعراضية طويلة، وإضافات تحمل في طياتها تهويلا أو تأويلا أو تهوينا.
– يحرص المذيع المدمن على إبراز “ساعته وخاتمه” بشكل بارز في أغلب اللقاءات والحوارات، وعادة ما تكون ساعة مقلدة من النوع الرخيص.
– المذيع “المدمن” غالبا ما يكون حريصا على سبك مقدمات نارية لا تخلو من العواطف الجياشة التي لا تتناسب وطبيعة البرنامج الإخباري ليلهب مشاعر “محبيه ومريديه” وهي لا تخلو من علم البديع القائم على التشبيه والكناية والتورية، والتي تتعارض بشكل صارخ مع طبيعة البرامج الإخبارية القائمة على الإخبار دون تهويل أو تهوين أو تأويل.
ولعل هذه بعض الصفات التي استذكرتها وأدعوكم جميعا لوضع إضافاتكم ولمساتكم لنضع أعراض هذا الداء العضال لنكون في منأى عن تداعياته وإذا ما قابلتم شخصا انطبقت عليه هذه الأعراض فلا تشاهدوه وأفضحوا أمره فوق رؤوس الأشهاد ليكف و “يرزرز” وتوقفوا عن جعل الأغبياء مشاهير.