اتهامات للسلطة الحالية في ليبيا بالتغافل عن متورطين في الاتجار بالبشر
تواجه الأجهزة الأمنية والعسكرية الليبية اتهامات بالتغافل عن قادة ميليشيا متهمة بالتورط، منذ سنوات، في تسهيل عمليات المتاجرة بالبشر، ومن الأمثلة على هذا التغافل؛ ترؤس عبد الرحمن ميلاد أو ما يعرف بالبيدجا احتفالية بمقر الأكاديمية البحرية، في حين تشير أصابع الاتهام للسلطة الحالية في البلاد بالوقوف وراء هذا التصعيد.
كان البيدجا معتقلاً لدى وزارة الداخلية بحكومة الوفاق السابقة على خلفية اتهامه بالمتاجرة بالبشر وتهريب المهاجرين واستنادا على طلب من مجلس الأمن الدولي، إلا أنه خرج في ظروف مثيرة للجدل بحجة عدم كفاية الأدلة في صفقة، وُصفت بأنها “سرية مشبوهة” مع رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة، كما تمت ترقيته إلى رتبة رائد.
وبات البيدجا، عقب أسابيع من الإفراج عنه؛ أحد أصدقاء المجلس الرئاسي، وأول مستقبلي النائب في المجلس عبد الله اللافي لدى زيارته للأكاديمية البحرية بجنزور، ليقوم بعدها بالإعلان عن صيانة الأكاديمية بجهد خاص مع من وصفها بالأيادي الوطنية.
لم تكن عمليات تهريب البشر حكرًا على البيدجا وحده، فالقائمة ضمت أحمد الدباشي ومصعب أبو قرين وإبراهيم الحنيش، في حين تشكو المنظمات الدولية من سوء معاملة المهاجرين في مراكز الإيواء في ليبيا.
ولم يكن وجود البيدجا على رأس مهربي البشر من قبيل المصادفة، فهو ربيب محمد كشلاف المعروف بالقصب وهو من أبرز مهربي الوقود والهجرة غير القانونية في ليبيا، والذي حصل على دعم حكومي لرئاسة جهاز خفر السواحل في المنطقة الغربية.
واتهمت لجنة خبراء الأمم المتحدة “البيدجا” في عام 2017 بإقامة مركز لاحتجاز المهاجرين في الزاوية، وإساءة معاملتهم، والتورط في تهريب الوقود، وارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، ورغم ذلك؛ استقبلت روما البيدجا في العام نفسه لإبرام اتفاق بشأن دعم وتدريب وتمويل خفر السواحل الليبي، رغم إدراجه في القائمة السوداء، وفي مقابلة نادرة اعترف البيدجا بأنه يضرب المهاجرين معللا ذلك بأنه يفعل هذا الأمر من أجل سلامتهم حتى لا تنقلب مراكبهم.
وفي عام 2018، كان البيدجا مدرجا على قائمة على قائمة تضم ستة أشخاص، فرض عليها مجلس الأمن الدولي عقوبات لضلوعهم في عمليات التهريب الواسعة النطاق، بعد أن بث فيديو لمزاد لبيع المهاجرين الأفارقة كعبيد في ليبيا، كما أن هولندا طلبت حينها من لجنة عقوبات مجلس الأمن فرض تجميد عالمي على الحسابات المصرفية للأشخاص الستة، ومنعهم من السفر دولياً.
وارتبط اسم البيدجا بالنسبة للجنة خبراء الأمم المتحدة التابعة لمجلس الأمن الدولي بالعنف ضد المهاجرين ومهربي البشر، كما أنه لعب دورا مباشرا في إغراق مراكبهم باستخدام أسلحة نارية.
يأتي ذلك في ظل محاولات تقوم بها الحكومة بعد تصاعد الانتقادات عن أدائها إزاء ملف المهاجرين غير القانونيين فقد طالب وكيل وزارة الداخلية بحكومة بشير الامين جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة بضرورة احترام معاملة المهاجرين المحتجزين بمراكز الإيواء وتوفير الظروف الملائمة لهم من رعاية صحية وغذائية.
كما أن وزيرة الخارجية والتعاون الدولي نجلاء المنقوش قامت بزيارة إلى مركز الإيواء بعين زارة، وحثت المسؤولين عنه إلى الالتزام باحترام حقوق الإنسان تجاه المهاجرين غير القانونيين.
تصاعد القلق حيال معاملة المهاجرين في ليبيا؛ دفع بمنظمة Mediterranea Saving Humans الإيطالية غير الحكومية إلى التقدم بشكوى ضد ليبيا أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بتهمة إساءة معاملة المهاجرين غير القانونيين، كما أن المنظمة وجهت اتهامات التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية لإيطاليا ومالطا .