اتفاق ليبيا وإيطاليا.. القشة التي قد تُسقط الحزب الديمقراطي
خفض اتفاق مع ليبيا عدد المهاجرين الذين يصلون إلى إيطاليا لكنه قد يحبط الآمال المتضائلة بالفعل للحزب الديمقراطي الحاكم، الذي يمثل يسار الوسط، للبقاء في السلطة العام القادم لأن الاتفاق يلقى معارضة من شركاء محتملين في ائتلاف مع الحزب.
ويحظى الاتفاق الذي أبرم في فبراير بقبول لدى جمهور الإيطاليين والأحزاب اليمينية والأحزاب المناهضة للمؤسسة الحاكمة والتي تظهر تقدما الآن في استطلاعات الرأي، لكنه أثار انتقادات من الأمم المتحدة وجماعات حقوقية وكثيرين في اليسار الإيطالي.
وبمقتضى الاتفاق تعهدت إيطاليا والاتحاد الأوروبي بتمويل معسكرات للمهاجرين في ليبيا، ووافقت روما على تدريب خفر السواحل الليبي في إطار حملة على المهاجرين الذين يحاولون القيام بالرحلة المحفوفة بالمخاطر عبر البحر المتوسط من ليبيا إلى أوروبا.
لكن الاتفاق أدى أيضا إلى بقاء عشرات الآلاف من المهاجرين محصورين في ليبيا حيث تقول جماعات إنسانية إنهم يعيشون في ظروف مروعة ويباعون ويشترون ويتعرضون لجرائم كل يوم.
ومن بين الساسة الذين يدعون إلى إدخال تغييرات على الاتفاق، إيما بونينو وهي وزيرة خارجية سابقة في حكومة ليسار الوسط.
وقالت لرويترز “لقد انتقدت دوما هذا الاتفاق مع ليبيا”.
وأضافت قائلة “الإيطاليون لديهم اعتقاد بأنهم يتعرضون لغزو من أجانب مسلمين. هذا غير صحيح. الخوف عامل وهمي لكسب الانتخابات لكنه ببساطة عديم الجدوى للسيطرة على الهجرة”.
وتدرس بونينو تشكيل حزب مؤيد للاتحاد الأوروبي مع شخصيات أخرى يسارية التوجه، قد يدعم الحزب الديمقراطي قبل الانتخابات العامة التي يجب أن تجرى بحلول مايو أيار.
وحقق الاتفاق مع ليبيا، الذي صيغ على غرار اتفاق أبرم بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، نجاحا في كبح تدفق المهاجرين إلى إيطاليا مع انخفاض أعدادهم بحوالي الثلث منذ بداية العام مقارنة مع الفترة نفسها في 2016 . وفي أكتوبر تشرين الأول وحده هبط عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا بحوالي 80 في المئة عن الشهر نفسه من العام الماضي.
ورحب رجل الشارع الإيطالي، الذي أزعجه وصول حوالي 600 ألف مهاجر في الأعوام الأربعة الماضية، بهذا التراجع في أعداد المهاجرين. وأظهر استطلاع للرأي نشر هذا الشهر أن ثلثي الإيطاليين لا يريدون المزيد من المهاجرين مع خشيتهم من أنهم سينتزعون وظائف ويزيدون الجريمة.
وتضاعفت شعبية حزب الرابطة الشمالية الذي يستغل المناخ المناهض للمهاجرين، إلى حوالي 15 بالمئة في ثلاثة أعوام. واتهم زعيم الحزب ماتيو سالفيني “لاجئين مزيفين” بأنهم “يغزون” إيطاليا ويجلبون الجريمة معهم.
وبمقتضى الاتفاق الذي أبرم في فبراير شباط، انتشل خفر السواحل الليبي حتى الآن حوالي 20 ألف مهاجر من بينهم لاجئون. ويجري بعد ذلك إيداعهم في مراكز احتجاز حيث يمكن احتجازهم لأجل غير مسمى.
وأدان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأسبوع الماضي دعم الاتحاد الأوروبي لخفر السواحل الليبي قائلا إنه “غير إنساني” لأن المهاجرين الذين يجري اعتراضهم يتعرضون للسجن و”أهوال لا يمكن تصورها”.
وقال كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة والفائز بجائزة نوبل للسلام إن اتفاق ليبيا يشير إلى أن إيطاليا متورطة في خرق اتفاقية جنيف التي تقول إن اللاجئين لا يمكن إعادتهم إلى مكان قد يتعرضون فيه للاضطهاد.- (رويترز)