“اتفاق باريس”.. بداية “مشوار”.. ومخاوف من تجاوزات
رسائل إيجابية تداولها العديد من الليبيينَ والمهتمين بالشأن الليبي بعد إبرام الاتفاق في باريس بين رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج وقائد الجيش الوطني المشير حليفة حفتر، تتلخص في مجملها بأن ما حصل خطوة صحيحة في طريق صعب وطويل أمام ليبيا لتصل إلى الاستقرار المنشود.
توقيع الاتفاق كان أمرا متوقعا، حيث رمت فرنسا بكل ثقلها الدبلوماسي والسياسي لإنجاح مساعي الرئيس الشاب إيمانويل ماكرون في إحداث تغيير جذري في سياسة باريس الخارجية، والتي تهدف بالأساس إلى خدمة مصالحها، حيث أن استقرار ليبيا يعني الكثير للفرنسيين من ناحية مكافحة الإرهاب، كما سيوفر عليها مبالغَ كبيرة تتكبدها الموازنة للإنفاق على مهام الجيش في الصحراء الكبرى.
وناقشت قناة (218) خلال برنامج “البلاد” أهمية الاتفاق ودلالاته، مع المهتم بالشأن العام خالد الهوني، والذي رأى أن لقاء حفتر والسراج سيوفر قاعدة عريضة لمزيد من التفاهمات، مؤكدا أن ما جاء في الاتفاق لا خلاف عليه ولا يعارضه أحد من الليبيين فالجميع يريد توافق واتفاق ينهي المعاناة القائمة.
وقال الهوني إن اللقاء سيكون بداية جيدة لاستعادة الأمن والاستقرار في ليبيا، وأن هناك إجماع دولي على ضرورة الاستعجال في حل الأزمة الليبية كي لا تتحول إلى مصدر خطر على المنطقة ككل.
وأضاف أنه لا يعتقد أن أحدا يستطيع عرقلة الاتفاق الذي أُبرم بين السراج وحفتر، داعيا جميعَ الأجسام والقوى الليبية للالتفاف حوله، فليبيا بحاجة لدماء جديدة لديها الكفاءة والنزاهة والقدرة على خدمة البلاد.
بدوره، أكد المستشار السابق بالخارجية الفرنسية، مناف كيلاني لقناة 218، أن الاتفاق بين السراج وحفتر عملي جدا ويخدم النقاط التي تهم فرنسا، وهو بالدرجة الأولى اتفاق أمني وعسكري ويضع حدا للخصومة السابقة.
ورأى كيلاني أن التجاوزات من أحد الطرفين قد تكون عائقا أمام تطبيق الاتفاق، أو قد تؤدي إلى إفشاله.