السيارات المستعملة.. ضحية للركود وأزمة السيولة
إلى أين يتجه سوق السيارات المستعملة في ليبيا؟
أرخت الأزمات المتعددة التي يعيشها المواطن الليبي بظلالها على جميع نواحي الحياة في ليبيا، وتأثرت الأسواق الليبية بهذه الأزمات نتيجة لتراجع القدرة الشرائية للمواطنين الذين يشكلون العصب الرئيسي لهذه الأسواق.
وعانت الأسواق الليبية من حالة من الركود نتيجة لكثرة العرض وقلة الطلب، ووصل الركود إلى سوق السيارات المستعملة في ليبيا.
وقامت الجهات المسؤولة بمحاولة لكسر جمود الأسواق وركودها من خلال قيامها منذ بداية العام الحالي باستيراد سيارات مستعملة كورية وأوربية، وإدخالها لليبيا من خلال الموانئ.
ففي شهر يناير الماضي وصل ليبيا 2180 سيارة مستعملة تم إدخالها للبلاد من خلال ميناء الخمس، حيث وصلت هذه السيارة على متن الباخرة “سي باتريس”.
كما ارتفع عدد السيارات المستعملة القادمة من كوريا الجنوبية والتي دخلت ليبيا منذ بداية العام الحالي، حيث دخل ليبيا خلال الربع الأول من العام الحالي 321 ألف سيارة مستعملة، بزيادة وقدرها 43% عن العام الماضي، ويعد هذا الرقم ثاني أعلى رقم في تاريخ ليبيا بعد الرقم الذي سجل في الربع الأول من العام 2012، حيث دخلت 573 ألف سيارة كورية جنوبية مستعملة إلى ليبيا في ذلك العام.
وشهد سوق ليبيا انخفاضا في أسعار السيارات، حيث إن بعض تجار قطع السيارات المستعملة قرروا بيع السيارات القديمة كما هي لتجار الخردة عوضا عن بيع قطعها، وذلك نظرا لانخفاض سعرها.
ما هي أسباب انخفاض أسعار السيارات المستعملة في ليبيا؟
تعددت الأسباب التي ساهمت في انخفاض أسعار السيارات المستعملة في ليبيا، ومن أهم هذه الأسباب كثرة العرض وقلة الطلب، حيث يتم يوميا عرض العديد من السيارات المستعلمة في الأسواق العادية والأسواق الإلكترونية، بالمقابل لا يوجد إقبال كبير على الشراء الأمر الذي يجبر البائعين على خفض الأسعار.
كما أن تراجع الأحوال المادية للمواطن الليبي والتي أجبرته على التخلي عن السيارة من الأسباب التي أدت إلى انخفاض أسعار السيارات المستعملة، حيث أصبح المواطن الليبي يلجأ لبيع سيارته الخاصة ليحصل على سيولة مالية تساعده على تلبية مطالب الحياة.
بالإضافة إلى ذلك فإن أزمة الوقود التي مرت بها ليبيا، وغياب البنزين لفترات طويلة ساهم في دفع العديد من أصحاب السيارات إلى التخلي عنها.
كما أن غياب الأمان، وكثرة عصابات السرقة أدت إلى انخفاض أسعار السيارات، حيث قام العديد من المواطنين الليبيين ببيع سيارتهم في حال لم يكن لديهم مكان آمن يضعونها فيه.
ويعد عزوف البنوك عن تقديم القروض للمواطنين خلال سنوات الأزمة الاقتصادية من الأسباب التي إلى ابتعاد المواطنين عن شراء السيارات، حيث كان يعتمد الكثير من المواطنين على هذه القروض من أجل شراء السيارات ودفع ثمنها بالتقسيط المريح.
أسعار السيارات المستعملة في ليبيا
تتعدد العوامل التي تساعد في تحديد أسعار السيارات المستعملة في ليبيا، فموديل السيارة يلعب دورا في ذلك، بالإضافة إلى نوعها وسنة صنعها، وتوافر قطع الغيار لها، وعدد الكيلو مترات التي مشتها السيارة.
كما أن لنظافة السيارة وخلوها من الأعطال، ووجود مشتري يرغب في اقتنائها دورا كبيرا في تحديد السعر.
كما يختلف سعر السيارة في حال كان ناقل الحركة أتوماتيكي أم عادي، وإن كانت السيارة تعمل على البنزين أو الديزل.
ويغص سوق السيارات المستعملة في ليبيا بمجموعة كبيرة من السيارات الأوروبية والكورية، وبعد أن قمنا بجولة في أسواق السيارات المستعملة في ليبيا استطعنا التعرف على أسعار بعض هذه السيارات.
وتراوحت أسعار السيارات المستعملة في ليبيا ما بين 8 آلاف دينار ليبي و75 ألف دينار ليبي.
وتعد سيارة مرسيدس بنز A160 موديل 2001 من أرخص السيارات المستعملة حيث عرضت بسعر يصل إلى 8000 دينار ليبي.
كما أن سيارة مرسيدس E320 موديل 2000 عرضت في أسواق السيارات المستعملة الليبية بسعر يبدأ من 9000 دينار ليبي.
وتراوح سعر سيارات كرايلس بي تي كروز 2005 بناقل أوتوماتيكي ما بين 9000 و10 آلاف دينار ليبي بحسب نظافة السيارة وجودتها.
أما سيارة كيا روند موديل 2007 فقد تم بيعها في سوق السيارات المستعملة بسعر يتراوح ما بين 10 آلاف و12 ألف دينار ليبي.
وبيعت سيارات لكزس GS300 موديل 2003 بسعر يتراوح ما بين 18 ألف إلى 20 ألف دينار ليبي.
في حين عرضت سيارة لكزس IS250 بسعر يتراوح ما بين 18000 إلى 20 ألف دينار ليبي.
أما سيارة مازدا سبورت موديل 2012 فقد تراوح سعرها في أسواق السيارات الليبية المستعملة ما بين 17500 إلى20 ألف دينار ليبي.
ووصل سعر سيارة هيونداي ألنترا موديل 2008 في سوق السيارات الليبية المستعملة إلى حوالي 16 ألف دينار ليبي.
وعرضت سيارة كيا فورتي موديل 2012 للبيع في سوق السيارات الليبية المستعملة بسعر يتراوح ما بين 19000 دينار و20 ألف دينار ليبي.
وبيعت سيارة هيونداي جنسس موديل 2010 المزودة بناقل حركة أتوماتيكي بسعر يتراوح ما بين 25 ألف و27 ألف دينار ليبي.
وعرضت سيارة كيا أوبتما موديل 2015 للبيع في الأسواق الليبية بسعر يتراوح ما بين 25 ألف دينار إلى 28 ألف دينار ليبي.
أما سيارة هيونداي سوناتا موديل 2015 فبيعت في الأسواق الليبية بسعر يتراوح ما بين 32 ألف دينار و37 ألف دينار ليبي.
وتعد سيارة BMW F30 موديل 2012 من السيارات الغالية الثمن، حيث تراوح سعر هذه السيارة في السوق الليبية ما بين 53 و57 ألف دينار ليبي.
أما سيارة BMW X5 e7048I V8 موديل 2009 فقد عرضت بسعر يتراوح ما بين 52 ألف و55 ألف دينار ليبي.
ومن خلال ما سبق نرى انخفاضا عاما في أسعار السيارات المستعملة في الأسواق الليبية، وتعددت الأسباب التي ساهمت في حصول هذه الانخفاض، ككثرة العرض وقلة الطلب، غياب السيولة المالية، بالإضافة إلى الأزمات التي عصفت بالمواطن الليبي والتي دفعته للتخلي عن سيارته.
كما نرى أن أسعار السيارات القديمة انخفضت بشكل كبير في سوق السيارات المستعملة، في حين حافظت بعض الموديلات الحديثة على سعر جيد في الأسواق، وإن كان يقل بكثير عن سعر السيارة الجديدة من ذات الموديل.
وأخيرا تبقى أزمة السيولة المالية من أكبر الأسباب التي أدت إلى ركود سوق السيارات المستعملة في الليبية، وبحل هذه الأزمة قد تعود الحياة لسوق السيارات المستعملة في ليبيا، ليعود نشطا كما كان في السابق.