مُسلّحو الوفاق يُورّطون المهاجرين في الحرب
تضاعفت معاناة المهاجرين غير القانونيين واللاجئين العالقين في طرابلس بشكل خطير منذ اندلاع اشتباكات طرابلس أبريل الماضي، حيث كان لهم نصيب من آثارها التي كشف أحدهم النقاب عنها لأول مرة بصورة واضحة.
وقال المهاجر مبارك أحمد يوسف، الذي يحمل الجنسية السودانية، في حديث لـ”الشرق الأوسط” إن مئات المهاجرين إما أُجبروا من قبل المجموعات المسلحة على حمل السلاح ودخول الحرب، أو تم إغراؤهم بالمال لفعل ذلك.
وتحدث مبارك البالغ من العمر 18 عاماً عن رحلته إلى ليبيا ودخوله بطريقة غير قانونية إليها أملا في الوصول إلى شواطئ أوروبا، وقال إنه كان يعمل في زوارة لجمع تكلفة “رحلة الموت” قبل أن يتواصل معه مهاجر سوداني آخر ويُعلمه بعروض المجموعات المسلحة للمهاجرين.
وتابع المهاجر السوداني حديثه عن قصته، قائلاً أنه وافق على العرض طمعاً في المال، وتوجه مع مهاجر سوداني آخر إلى منطقة بئر الغنم والتقى بمُسلحين زوّدوهم بالأسلحة والمال و5 سيارات مصفحة، ووضعوهم في أحد المواقع لمهاجمة الجيش الوطني، حسب قوله.
يضيف مبارك موضحا أجواء الاشتغال في الحرب: “الذي يضرب بسلاح خفيف كانوا يُعطونه 2000 دينار كل 15 يوماً، والذي يضرب بسلاح ثقيل 4000 آلاف”، مُشيراً إلى أن الأوضاع استمرت على هذذا الحال مدة أسبوعين قبل يقصف الطيران موقع المجموعة المسلحة وتُوفي 5 سودانيين، وليبيان، ليقوم الملحين بدفن السودانيين بحفرة كبيرة، وأخذ جثتي الليبيين قبل أن يرحلوا إلى مكان غير معلوم.
قصة مبارك ليست الأولى ولا الأخيرة التي تُحتّم وضع حد لقضية استغلال المهاجرين غير القانونيين في ليبيا، والواقع المؤلم الذي يحيط بالآلاف منهم، سواء كانوا داخل أماكن احتجاز رسمية، أو طُلقاء.