إعادة انتخابات إسطنبول…بداية النهاية لحزب العدالة والتنمية
بدأت أزمة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا تحفر عميقا، ولم تعد محاولات إخفائها تؤتي أكلها، فيوما بعد آخر، وتصريحا تلو التصريح، يتضح جليا عمق التصدع الحاصل بين قيادات الصف الأول من الحزب، وقد يكون قرار اللجنة العليا للانتخابات بإلغاء نتيجة انتخابات بلدية إسطنبول المسمار الأخير في نعش الحزب، وتسيده المشهد السياسي التركي.
قرار اللجنة قابله رفض حتى من حلفاء الأمس للرئيس رجب طيب أردوغان الذين لطالما وقفوا معه ودعموه، لكن هذه المرة، يرى كل من الرئيس السابق عبدالله غول ورئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو، أنه “لا مزيد من المجاملة أو ترميم التصدعات”.
غول الذي سبق وعارض بشدة استفتاء 2017 الذي منح أردوغان صلاحيات شبه مطلقة، عاد ليغرد أمس: “للأسف، لم نحرز أقل قدر من التقدم”، في عبارة تختصر رؤية الرجل لمراوحة سياسة الحزب في مكانها، أما أوغلو فقد غرد بأن الانتخابات النزيهة مرساة للديمقراطية ولشعور المواطنين بالانتماء واصفا قرار لجنة الانتخابات بأنه يتعارض مع القانون والتقاليد الراسخة وينتهك هذا الشعور.
تصريحات العضوين البارزين في الحزب تأتي بعد تداول أنباء عن نية كل منهما بتأسيس حزب مستقل عن العدالة والتنمية، بما يشي بأن الحزب ماض إلى مصيره المحتوم، بخسارة شعبيته التي بلغت ذروتها سابقا، وتحوله من حزب ديمقراطي بنظر أنصاره، إلى حزب الرجل الواحد.