إعادة الإعمار.. إرث ثقيل ينتظر الميزانية الليبية
وصف رئيس المجلس التسييري لبلدية بنغازي، صقر بو جواري، البنية التحتية لمدينة بنغازي بـ”المؤسفة للغاية”، مُشيراً إلى أن عمل البلدية الحالي يُعتبر محاولة للنهوض وسط كم كبير من التحديات.
وأشار بوجواري في تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط” إلى أن نسبة التدمير في مدينة بنغازي تصل إلى نحو 30% نتيجة الحرب التي دارت في المدينة ضد الجماعات الإرهابية.
وتابع حديثه قائلاً: “تسببت هذه الحرب في تضرر أكثر من 2000 سرير من مجمل 3500 في جميع مستشفيات بنغازي، التي يرتفع عدد سكانها لأكثر من مليون ونصف المليون مواطن”.
واعتبر رئيس المجلس التسييري لبلدية بنغازي أن الميزانية المحدودة التي تتحصل عليها الحكومة الليبية العائق الأكبر أمام مساعي تحسين البنية التحتية في المنطقة، مُقارنة مع الواردات المالية التي تذهب إلى “جيب” حكومة الوفاق.
وقال بو جواري إن “بنغازي التي تعد ثاني أكبر المدن الليبية تحصلت على قرابة 300 مليون دينار خلال السنوات الثلاث الماضية”، كما بيّن أنه فضلاً عن أن هذه المبالغ لا تكفي لسد احتياجات تحسين البنية التحتية التي تتطلب مبالغاً مُضاعفة، يقف غياب الإرادة السياسية المستقرة عائقاً أيضاً في وجه البناء والإعمار.
وفي إشارة إلى أن أزمة البنية التحتية في بنغازي ليست وليدة سنوات الحرب فقط، قال رئيس المجلس التسييري لبلدية بنغازي إن “شبكة الصرف الصحي تكاد تكون منهارة، ومحطات الرفع والضخ لم يطرأ عليها أي تجديد أو صيانة منذ عام 1988”.
وإلى درنة، حيث قال عميد البلدية، عبد المنعم الغيثي، إن ملامح الدمار تظهر بصورة كبيرة وواضحة على المناطق التي تمركزت فيها الجماعات الإرهابية واتخذتها ملجأ لها قبل تحرير المدينة من قبل الجيش الوطني.
وأوضح الغيثي في تصريحات لـ”الشرق الأوسط” أن الحكومة الليبية والبرلمان يبذلان مجهودات كبيرة لمد يد العون للمدن المحررة من قبضة الإرهاب مُضيفاً أن “البرلمان والحكومة الليبية وافقا على ميزانية قدمها مجلس بلديته، قيمتها 350 مليون دينار، لحل مشكلات المدينة الرئيسية وتحسين الخدمات، وبدء عمليات إعادة الإعمار بالمناطق المهدمة”.
وتطرق عميد بلدية درنة خلال حديثه إلى أبرز الأزمات التي تشهدها المدينة، لافتاً إلى أنها تعاني من نقص المياه وانقطاعها عن بعض المناطق، في حين تعمل خدمات الكهرباء والصحة داخل المدينة بنسبة الـ60% فقط، وتنشط الحركة التجارية فيها بنسبة 70%.
ولا يختلف الوضع كثيرا في مدينة سرت التي عاشت فترة صعبة ضد الجماعات الإرهابية قبل تحريرها عام 2016 من قبضة داعش.
وقال النائب عن مدينة سرت في البرلمان، أبو بكر الغزالي، في تصريحات لـ”الشرق الأوسط” إنه “لا يمكن القول إن سرت ستعود لطبيعتها كمدينة ساحلية جميلة على شاطئ المتوسط، وستتم إعادة الإعمار، لأن هذا يحتاج إلى سنوات وأموال، والأهم استقرار الدولة”.