إشراقات ليبية.. ليبيون قهروا الظروف وصنعوا الإنجاز العالمي
218TV| خاص
أحلام المهدي
لم يسمح الليبيون للعام الماضي أن يكون موسما للحزن فقط، وساحة للصراعات الكثيرة التي كُللت جميعها بالخيبات، بل منح بعضُهم للوطن متكأ مريحا على ضفاف الأمل.
عتمة حالكة يعيشها الوطن على كافة الصعد، بدّدتها إنجازات وإشراقات ليبية في كل المجالات، سبغت أيام العام بالفرح والأمل، رياضيون فنانون وكُتّاب، عشقوا الحياة وعرفوا كيف يصنعون الفرح لأبناء وطنهم رغم كل شيء.
أبريل.. نبدأ من أبريل الذي حصل فيه الرياضي الليبي أبوعجيلة سالم بوراس على فضية بطولة البحر الأبيض المتوسط “كلاسيك” التي استضافتها مدينة وهران الجزائرية.
وفي أبريل أيضا وصلت رواية “زرايب العبيد” للكاتبة الليبية نجوى بن شتوان إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية “بوكر” والتي تضم ستّ روايات فقط.
وفي إشراقة ليبية أخرى هذا العام، فاز الروائي الليبي “هشام مطر” بجائزة “بوليتزر” الأميركية عن روايته العودة “The Return” وهي سيرة ذاتية للمؤلف صدرت بالإنجليزية.
وفي لمسة ليبية رياضية أخرى على أيام هذا الشهر، حقق أبطال ليبيا في بناء الأجسام المراكز الأولى في بطولة الجائزة الكبرى في تونس، فحصل محمد فرحات على بطل وزن 75 كجم بالإضافة إلى لقب أفضل عارض في البطولة، وحصل رجب مهنّى على الترتيب الأول في وزن 95 كجم.
وفي شهر مايو.. كان الإنجاز الليبي مختلفا هذه المرة، ليفاجئنا الباحث سيف الله أبو جناح بذهبية استحقها من ماليزيا عن اختراعه خوذة تساعد فاقدي البصر كثيرا على تحديد الأماكن والاتجاهات.
وفي سلسلة من الإنجازات الليبية الأخرى التي تزين بها مايو، حصول الملاكم الليبي المحترف مالك زناد على حزام “WIF” بعد الإطاحة ببطل بريطانيا “أسارا” في كارديف، وكان زناد أيضا فاز على بطل مالطا وإيرلندا، ومعروف عنه ضربته القاضية التي لا ترد.
أما يونيو فقد جعلته مصممة الأزياء الليبية رجاء الرايس موسما للفرح والجمال، عندما حصلت على مفتاح مدينة الثقافة في إيطاليا “كوزنسا” ، كسفيرة للسلام والموضة لهذا العام، والرايس هي صاحبة العلامة التجارية الشهيرة “Rujji”..
وفي يوليو.. أسعدنا الليبي الذي يعرفه الليبيون ممثلا لواحد من أشهر الأدوار في فيلم الرسالة، بلال، إنه الإعلامي القدير علي أحمد سالم الذي حصل في هذا الشهر على جائزة التميز الإعلامي العربي من جامعة الدول العربية.
أما في سبتمبر.. فقد سطع الفن التشكيلي المزدهر جدا في ليبيا عالميا، وفازت الفنانة التشكيلية الليبية والمحاضرة في كلية الفنون والإعلام في طرابلس حميدة صقر بالترتيب الأول والميدالية الذهبية في معرض إكسبو بلجيكا، بمشاركة واسعة من فنانين من كل العالم.
أما شهر أكتوبر.. فقد كان رياضيا بامتياز، إذ سطع فيه رياضيو القوة البدنية في ليبيا، فبعد إنجازاتهم العالمية في تكساس وفي جوهانسبورغ، تميزوا وحصدوا المزيد من الذهب والألقاب في وهران الجزائرية التي استضافت بطولة البحر المتوسط وأفريقيا للقوة البدنية، وفي بطولة أوغندا أيضا، فلم تخلُ منصات التتويج من أبطالنا، ولم يتوقف الذهب عن معانقة الإنجاز الليبي في كلتا البطولتين.
وفي أكتوبر أيضا أصبحت البروفيسور الليبية يسرا المزوغي رئيسا لجامعة مسقط، بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإنجاز.
ويعود الروائي هشام مطر إلى الجوائز في أكتوبر، وأيضا من باب روايته “العودة”، ليحصل على جائزة الأخوين شول الألمانية التي تُعنى بالاستقلال الفكري وتعزيز الحريات.
وتعود بن شتوان أيضا إلى الجوائز، فتحصل على منحة زمالة بانيبال للكاتب الزائر للعام 2018، وتضم الجائزة عددا من الامتيازات الأدبية والمالية، بالإضافة إلى الإقامة في لندن مدة ثمانية أشهر.
وإلى نوفمبر.. الذي لم يخل من بصمة الإبداع الليبي، فحصل فيه الفارس عبد الوهاب مليطان على كأس بطولة الكرم الدولية لقفز الحواجز التي أقيمت في تونس.
وفي نوفمبر أيضا تألقت النجمة الليبية خدوجة صبري بلباسها الليبي الجميل وهي تستلم جائزة مونديال القاهرة للأعمال الفنية والإعلام في دورته السادسة، والتي استحقتها عن الفيلم الروائي القصير “زهرة البنفسج” للمخرج وائل الرومي.
وفي تألقٍ جديد للرياضة الليبية حصل في هذا الشهر أيضا الرياضي الليبي محمد الفرجاني على ذهبية الترتيب الأول في بطولة دياموند كوب 2017 في اليونان، والتي تحظى برعاية الاتحاد الدولي لكمال الأجسام IFBB والاتحاد اليوناني للعبة، واستضافتها قاعة غالاتسي الأولمبية بمشاركة واسعة من أبطال العالم في هذه اللعبة التي تميز فيها الليبيون بشكل لافت.
وبعيدا عن الرياضة، حصل في هذا الشهر رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط الليبية “مصطفى صنع الله” على جائزة أفضل رئيس تنفيذي في العالم لعام 2017 من مجلة “بتروليوم إيكونومست” العريقة، تكريما لإنجازاته البارزة في قطاع الطاقة، ولمحافظته على استقلالية هذه المؤسسة وفاعليتها رغم كل ما يحدث في ليبيا.
وفي هذا الشهر أيضا، توّج الهلال الأحمر الليبي مسيرةً من العطاء في كل الأوقات العصيبة التي مرت على البلاد، لتكون ثمرة عمله الأكبر هي حصوله بجدارة على عضوية مجلس الإدارة في الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر بمقرّه في “جينيف” السويسرية.
ويشار هنا إلى أن هذه الجمعية ساهمت في مايو من هذا العام في حملة “علي خاطر خوك” التي تعاونت فيها مع قناة 218، لإظهار الجانب الآخر من صفات الليبيين، بعيدا عن الحروب والصراعات التي لا تنتهي.
وكان ختام العام مسكا في ديسمبر.. ففيه تمكن الربّاع الليبي أحمد أبوزريبة من حصد ميدالية برونزية عربية أفروآسيوية في رفع الأثقال في البطولة التي استضافتها القاهرة، ومن أوروبا أرسل إلينا لاعب كرة القدم داخل الصالات والفري ستايل الليبي أحمد رقبة فرحا نحتاجه، عندما تحصل على جائزة أفضل لاعب على مستوى الولايات في ألمانيا، لقيادته فريقَه برلين للتويج بلقب البطولة على حساب ثمانية أندية أخرى بكامل نجومها.
وفي ديسمبر أيضا توج الرياضي الليبي محمد الطبال بذهبية أفريقيا “للمواي تاي” على حساب خصم شرس من كوتيفوار، في بطولة استضافتها “القنيطرة” المغربية.
وفي نفس البطولة حصد الرياضيان الليبيان محمد الخراز وعلي السويد ميداليتين برونزيتين، ليهدي الجميعُ المنتخبَ الليبي الترتيب العام الثالث للكيك بوكسينغ والمواي تاي على مستوى أفريقيا.
وهكذا قال الليبيون كلمتهم، ووضعوا لمستهم الحانية على أيام هذا العام، وأناروا شيئا من العتمة، في دروب هذا الوطن الذي كان ولا زال “بلد الطيوب”.