“إشارة غامضة” بإحاطة سلامة.. كرّرها ثلاث مرات
218TV|خاص
على امتداد إحاطة لم تتجاوز الدقائق العشرة كان المبعوث الأممي إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة الذي أطل عبر تقنية الفيديو من طرابلس أمام مجلس الأمن الدولي، يتعمّد إرسال “إشارة غامضة” إلى الداخل الليبي، وجزء منها إلى المجتمع الدولي الذي لم يكن أداؤه في الملف الليبي مرضيا لا لسلامة ولا لليبيين الذين أصبحوا يُظْهِرون لا مبالاتهم، فكثيرون ممّن تابعوا إحاطة سلامة قالوا إن عبارة “مصالحهم الشخصية الضيقة” التي أوردها سلامة ثلاث مرات في إحاطته كان لها معانٍ ومغازٍ عدة، كانوا يتمنون لو أن سلامة تحدث عن أسماء الكيانات والأفراد الذين يبحثون عن “مصالح شخصية” بدلاً من مصلحة ليبيا والليبيين.
بـ”إشارته الغامضة والصامتة” يقول غسان سلامة الذي يُجيد “التلميح السياسي” في رسالته للعالم الذي يحيطه علما بالحالة الليبية للمرة الثامنة منذ توليه مهمته إن بعض من يمنحهم العالم “مظلته ودعمه” هم في واقع الحال لا يبحثون عن مصلحة استقرار ليبيا ولا بناء دولة قوية ومستقرة، بل يبحثون عن مصالحهم ومكاسبهم التي لا يمكن معها أن يقدموا أي تنازلات لأطراف أخرى تشترك معهم في المعادلة الليبية، وهو أمر وفق سلامة يُبْقي التناحر السياسي قائما في ليبيا إلى أمد غير معلوم.
بـ”الإشارة الغامضة والصامتة” ذاتها يرسل سلامة رسالة أخرى لليبيين الذين قال إنهم يريدون الانتخابات في أسرع وقت ممكن، وإن عليهم أن يُحْسِنوا الاختيار لحظة وقوفهم أمام صناديق الاقتراع، وإن ما قد يسمعونه من “خُطب رنانة” و”وعود متكررة” من ساسة ليبيين ستكون شعارات غير واقعية، لأنهم –وفق ما يُفْهَم من تلميحات وإشارات سلامة- فكثير من ساسة ليبيا لهم وجهان أحدهما أمام الكاميرات وفي المقابلات الإعلامية، وآخر خلف الأبواب المغلقة التي لا يتحدثون خلفها سوى عن مصالح ومكاسب وربح وخسارة، فيما لا يجني عموم الليبيين سوى “الخسارات والجنازات”.