إسعاف سياسي .. حلول في فضاء الأزمة الليبية
محمد المفتي
ذكّرني “الفيس بوك” أنني كتبت قبل عام بالضبط مقالا بعنوان “بالتعيين” ..؟ جاء فيه: إن الإصرار على شكليات الديموقراطية منطقي نظرياً لكنّه في تخوم المسألة الليبية أمسى ضرباً من خداع الذات بل وأقرب للانتحار البطيء.
فلنسمّي الأشياء بمسمّياتها؟
نعم، الأمثل هو اختيار القيادات المطلوبة بأسلوب ديموقراطي، يبدأ من صندوق الاقتراع العام. لكنّ تحقيق ذلك يبدو شبه مستحيل؟
مـفــتاح أزمتنا يكمن حسب ظني في الاستعانة بأطراف محايدة وفق الأسس التالية:• تأجيل الجدل القانوني واستبعاد الانتخابات مؤقـتا.
• تكليف رئيس حكومة عبر سكرتارية الأمم المتحــدة، يختار فريقه من الوزراء، ليبدأ فورا بحل كل المختنقات التي تُمسك برقبة المواطن.
• ثالثا، اختيار مجلس رئاسي دون صلاحيات تنفيذية، يتصدى للمعضلات الكبرى على المدى الأبـعـد، مثل المصالحة الوطنية واستكمال تأسيس الجيش وسحب السلاح العشوائي …الخ. وهذا يحتاج إلى سنين حتى تخمــد الحساسيات ويســتعـيد الليبيون الثقة ببعضهم البعض.
• ومن المهام المُبكرة للمجلس الرئاسي إصدار قانون حكم محلي بإنشاء محافظات، وتعيين محافظين مؤقتين، ثم إجراء انتخابات محلية للسيطرة على القوى المحلية وتنازعاتها.
هل التعيين ممكن وفعّال؟
ولم لا، خاصة أن المُعيّنيين سيعملون تحت رعاية الأمم المتحدة. وبالتالي لن تهم انتماءاتهم السياسية أو الجهوية .. الخ.
ليبيا بحاجة إلى إنعاش أولا. وأي انتخابات في ظل الظروف الحالية لن تكون ممكنة ولا مقنعة .. للأسف.
ويبقى الكلام هو الكلام بعد عام