ويليامز “قلقة” من هجمات “المُسيّرات”.. وتخشى من اشتدادا الحرب
عبّرت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة ستيفاني ويليامز، عن قلقها من هجمات الطائرات بدون طيار في ليبيا على مدار الشهرين الماضيين، مبينة أنها استهدفت مركبات تحمل مواد غير متعلقة بالقتال مثل الطعام والبضائع والوقود، بين مزدة وترهونة وكذلك في بني وليد، وأسفرت عن خسائر في صفوف المدنيين.
وأشارت ويليامز، في إحاطة لمجلس الأمن، اليوم الثلاثاء، إلى أن التصعيد العسكري في ليبيا مثير للقلق على الرغم من التهديد بانتشار فيروس كورونا.
وقالت ويليامز إنه “على الرغم من جهودنا الحثيثة ودعوة الأمين العام إلى وقف فوري لإطلاق النار للسماح لليبيين بالرد على التهديد المشترك لـ كوفيد 19، يؤسفني أن أذكر أنه لم يكن هناك هدوء في القتال بين حكومة الوفاق والجيش الوطني”.
ودعت ستيفاني إلى الوقف الفوري للهجمات ضد المدنيين والمنشآت المدنية وأن تعيد حكومة الوفاق الوطني الطابع المدني إلى مطار معيتيقة، وهي إشارة واضحة على استعمال المطار للأغراض العسكرية .
وذكرت ستيفاني أن البعثة وثقت وقوع ما لا يقل عن 248 ضحية مدنية (58 قتيلاً و190 جريحاً)، وذلك بزيادة قدرها 89 في المائة مقارنة بإجمالي الخسائر البشرية المسجلة للأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام.
واعترفت البعثة بارتكاب قوات الوفاق جرائم في مدن الساحل الغربي، حيث عبرت ستيفاني عن قلقها من الهجمات على المدنيين والتمثيل بالجثث والعمليات الإنتقامية، بما في ذلك النهب والسرقة وإحراق الممتلكات العامة والخاصة، في البلدات الساحلية الغربية التي سيطرت عليها قوات حكومة الوفاق الوطني مؤخراً.
وأكدت ويليامز أنه ونتيجة لتزايد الأعمال العدائية المسلحة، إلى جانب الأثر الاجتماعي والاقتصادي الوشيك لفيروس كورونا، يحتاج مليون شخص الآن إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية. وهذا يشمل 400000 ليبي مُهجّر داخليًا، إلى جانب 654000 مهاجر ولاجئ وطالب لجوء، موضحة أنه في الأشهر الـ 12 الماضية أجبرت الحرب داخل طرابلس وحولها، 201 ألف ليبي على الفرار من منازلهم.
وقالت ستيفاني ويليامز، إن ليبيا تشهد نقطة تحول أخرى في الصراع حاليا، مع “تدفق هائل للأسلحة والمعدات والمرتزقة إلى الجانبين والاستنتاج الوحيد الذي يمكن أن نستخلصه هو أن هذه الحرب ستشتد وتتسع وتتعمق مع عواقب مدمرة للشعب الليبي”.
وطلبت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة، من مجلس الأمن ممارسة الضغط على الجهات الإقليمية والدولية التي تغذي الصراع الليبي.
وأضافت ويليامز أنه “مع تزايد التدخل الأجنبي، فإن الليبيين أنفسهم يضيعون في المزيج.. يجب ألا ندع ليبيا تفلت من أيدينا. يجب أن نمكّن الليبيين المسؤولين من كتابة مستقبلهم”.