إثيوبيا تُلمّح لـ”تراجع اضطراري” عن “سد النهضة”
218TV|خاص
لم تمضِ 24 ساعة على زيارة بدأها وزير الخارجية المصري سامح شكري، مصطحبا معه مدير المخابرات العامة اللواء عباس كامل، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حتى خرج رئيسُ وزراء إثيوبيا آبي أحمد لمصارحة الإثيوبيين بأنَّ مشروعَ سدّ النهضةِ، الذي يثير قلقاً مصرياً واسعاً على حصتها من مياه نهر النيل، ويُكلف خمس مليارات دولار، قد لا يرى النّور بسبب عيوب فنية في التصميم، وكذلك إعاقات في سير خطّة عمل الشركة المُنفّذة.
وقال رئيس وزراءِ إثيوبيا إنّ المشروع قد يتوقف إلى حين حلّ مشكلاته الفنية، خصوصا وأن شركات أخرى قد بدأت تطالب بمستحقاتها المالية طبقا لمراحل المشروع، وهو ما يعني توقّفه، وإخضاع مراحله إلى “تقييم بطيء”، لكنّ المسؤولَ الإثيوبي لم يدفن المشروع نهائياً، بل تحدّث عن احتمالية أن يُسْند تنفيذُهُ إلى شركة عالمية أخرى، متخصصة في بناء السدود العملاقة حول العالم، وتستطيع التعاطي مع “الإعاقات الفنية”، لمشاريع ضخمة من هذا النوع.
وسبق لمصر أن أبدَت غضباً سياسيّاً كبيراً، إِزَاء مشروع سدّ النهضة الإثيوبي، فيما وصفه مسؤولون مصريون خلال السنوات القليلة الماضية، بأنّه يُشكّل “اعتداءً على مصر”، لكن لُوحظ أنّ القاهرة انتهجت “حركة دبلوماسية”، في سعيها لمعالجةِ مستقبل سدّ النهضة مع القيادة الإثيوبية، إذ يُعْتقد في الداخل المصري أنّ اللواء عباس كامل، الذي تولى في شهر مارس الماضي رئاسةَ جهاز المخابرات العامّة المصرية، قد تولّى الملف ّكاملاً، في إطار تواصلٍ أمني مع كبار المسؤولين الإثيوبيين، علما أنّ اللواء كامل سبق له أن ترأّس مكتبَ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بعد أن أصبحَ رئيسا للجمهورية، وكذلك حينما كان يشغلُ مناصبَ قياديّة، في القوات المسلحة المصرية.