إثباتٌ علمي: “رائحة الأطفال” نوعٌ من “الإدمان”!
من المشاهد المألوفة التي تتزاحم على الذاكرة في حضور الأطفال، قيام الآباء والأمهات بضمّ أبنائهم بقوة وحب، واستنشاق رائحتهم التي يعتبرونها متعةً خاصة، لنفسّر هذا على أنه ترجمة لعاطفة الأبوة والأمومة، لكن العلم فسّر ذلك على أنه نوعٌ من الإدمان، يتلاشى تدريجيا باقتراب الطفل من مرحلة المراهقة، ليقوم هرمون “التستوستيرون” بتغيير هذه الرائحة الجميلة إلى أخرى مزعجة.
فقد أثبتت دراسة علمية أجرتها جامعة “دريسدن” التقنية في ألمانيا، بالتعاون مع جامعة “فروكلاف” البولندية أن “93.7%” من الآباء والأمهات المشاركين في الدراسة اعتبروا رائحة أبنائهم ممتعة جدا، وانخفضت النسبة إلى “75.2%” بالنسبة للأبناء في سن المراهقة، وعلّق الباحثون على ذلك قائلين بأنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه الأبوان مع الطفل ازداد عشقهم لرائحته.
وقال الدكتور “جوهانيس فرازنيلي” أستاذ علم النفس ورئيس فريق البحث في الجامعة، بأنهم أثبتوا لأول مرة أن رائحة الرضيع تُحفّز الدوائر العصبية في مركز اللذة من دماغ الأم بطريقة لا نظير لها في الروائح الأخرى، كما تزداد فجأة مادة “الدوبامين” في الدماغ، وهي المادة الناقلة العصبية الرئيسة في مركز اللذة، وتشبه هذه الحالة ما يحصل عندما تأكلُ وجبة لذيذة وأنتَ جائع جدّا أو عندما يحصل “المدمن” على جرعةٍ من المخدّر الذي يتعاطاه، فالأمر في كل الأحوال “إشباع لذّة”.