إبراهيم جبريل والوداع المبكر
أحمد الماقني
رحل المناضل الشهم الجسور إبراهيم جبريل مخلفا باقة كبيرة من الأمنيات غير المحققة. كان لديه مخزون كبير من الأمنيات الطيبة لبلده ولأسرته كان يحلم أن يراها قد تحققت على أرض الواقع الذي شوهته المؤامرات والصراعات خلفت جراحا تنزف في رقع واسعة في قلب الوطن الذي وهبه شبابه وهو يحمل معه يقينا بانتصاره في نهاية المطاف.
إبراهيم كان محاربا صلبا في وجه طغيان نظام سبتمبر شديد البشاعة. كانت مواقفه نقية شجاعة لا تعرف المهادنة لأنه يحمل في داخله صلابة ويقينا أن لا مساومة على شرف وعرض الوطن. عرفت تلك المواقف في تحديه لكل ما يشعر أنه يمس كرامة الوطن. جولاته في الصراع متعددة ففي ميدان العطاء في صحراء الجزائر لم ترهبه معاناة الجهاد ظل وفيا لمتطلبات تلك الفترة.
وحينما عاد لساحات العمل الوطني في منفاه ظل يمثل الصوت النقي عبر كل جولات الصراع. كان له حضور مميز في مؤتمرات المعارضة مؤمن بحق رجال الوطن بمواجهة حماقات النظام الكريهة في وطنه وكان لا يحسب في مواجهته لحسابات الانتماءات الإيديولوجية كما لم يعرف الخطوط الحمر في مسيرة النضال.
إبراهيم كان مثالا لحمل قناعاته دون انحناء أو مساومة في إبداء رأيه ففي قبة المعارضة وتحت سقفها كان صوتا قويا يجهر بما يؤمن أنه الحق.
وفي عشه العائلي عرف أنه مدرسة في تربية أبنائه وأنه مثال لرجل الأسرة العادل في توزيع عطفه واهتماماته منصفا بين أولاده لا يفرق بينهم وهو يعتبر المتبني بينهم كأنه من صلبه.
كان شديد الإعجاب به وبشخصيته وبانتمائه لعش أسرة جبريل.
أيها الصديق الرائع سوف نفتقدك فكنت تضفي روحا من الأمان والراحة في جلساتنا ولقاءاتنا في منفانا الثاني.
كنت كثيرا ما تتصدى لآرائي وتعمل على عدم الاقتناع بتوجهاتي وتقييماتي فكنت أحس أنك الأقرب لي لأنني ألمس فيك الصدق والنقاء والبراءة وأخفي في داخلي إعجابي بقوة شخصيتك وصفاء روحك. رحمك الله إبراهيم وغفر لك وجعل نزلك في جنان الفردوس.