أوكرانية على علاقة بطائرة “إليوشن” أسقطها الجيش بمصراتة
تقرير 218
ذكر تقرير لشبكة CNN الأميركية أن سيدة أعمال أوكرانية ارتبط اسمها بشركتي طيران خرقتا حظر الأسلحة المفروض على ليبيا من قبل الأمم المتحدة كانت إحدى ضحايا الطائرة الأوكرانية التي أسقطتها إيران في الـ8 من يناير.
التقرير كشف أن مديرة شركة “SkyAviaTrans” الأوكرانية والشريك في مجموعة “Volaris” المسجلتين في أدنبرة بإسكتلندا، “أولينا مالاخوفا” البالغة من العمر 38 عاما كانت على متن طائرة الخطوط الجوية الأوكرانية رقم 752 من طهران إلى كييف التي أسقطتها صواريخ إيرانية أطلقت عن طريق الخطأ حسب الرواية الرسمية مما أسفر عن مقتل جميع ركابها.
وظهر اسم “مالاخوفا” في تقرير خبراء الأمم المتحدة الصادر في ديسمبر الماضي حول خروقات قرار حظر التسليح الذي أعلنه مجلس الأمن على ليبيا منذ عام 2011، بعد أن أسقطت قوات الجيش في ليبيا طائرة من طراز ” Ilyushin Il-76TD ” في مهبط الكلية العسكرية بمدينة مصراتة أغسطس الماضي وهي طائرة الشحن الوحيدة التي تمتلكها شركة “فولاريس” وتديرها شركة SkyAviaTrans “سكاي إيفيا ترانس”.
ونقلت شبكة CNN عن سجلات الرحلات الجوية من موقع تتبع شركات الطيران “flightradar24” أن الطائرة قامت بأكثر من 30 رحلة بين أوكرانيا وتركيا وليبيا بين مايو وأغسطس عام 2019 قبل أن يتم إسقاطها من قبل قوات الجيش الوطني في ليبيا .
ورغم أن البيان الرسمي للشركة أشار إلى أن رحلتها كان تحمل مساعدات إنسانية من أنقرة إلى ليبيا فيما أشارت حكومة الوفاق إلى أن الشحنة كانت قطع غيار للسيارات، إلا أن خبراء الأمم المتحدة بعد فحصهم أشاروا إلى تزوير في وثائقها حيث لاحظت أن الوثائق الرسمية للشحنة تشير بوضوح إلى أن حمولتها لا تحمل بضائع خطرة ولا أسلحة أو ذخائر، الأمر الذي وصفه الخبراء بالمشبوه ليتبين أن الشحنة كانت مادة عسكرية كبيرة الحجم ذات وزن خفيف، مثل جسم الطائرة والأجنحة من المركبات الجوية القتالية بدون طيار .
وقالت لجنة الخبراء في تقريرها أن هذه المعلومات غير ملزمة ولا تقدم بشكل روتيني ما لم تكن محاولة لإخفاء حقيقة الشحنة العسكرية مشيرين إلى أن إجراءات شركتي Volaris “فولاريس” وSkyAviaTrans “سكاي إيفيا ترانس” لإخفاء ذلك لم تكن كافية رغم أنها كانت دقيقة الوصف، مضيفةً أنه لم يكن “واقعياً ولا موثوقاً” في أن حكومة الوفاق ستحتاج إلى هذه الكمية الضخمة من قطع غيار السيارات في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن، ولم تكن لتنقلها بطريقة باهظة الثمن مثلما حدث.
وامتنع مدير المناولة الأرضية السابق لشركة “سكاي إيفيا ترانس” ماكسيم بريخكو عن التعليق على تقرير الخبراء لشبكة “سي إن إن” إلا أنه أشار إلى أن الشركة تمتلك تصريحاً دولياً بنقل البضائع الخطرة مثل الكيماويات وغيرها، فيما أشار تقرير الخبراء إلى أن أوكرانيا أصدرت تحذيراً أمنياً بحظر طائراتها من السفر إلى ليبيا بسبب تدهور الوضع الأمني قبل أسبوع فقط من إسقاط الطائرة في مصراتة ، إلا أن شركتي “فولاريس” و”سكاي إيفيا ترانس” تحصلتا على إعفاء من الحظر بداعي العمل لصالح الهلال الأحمر الليبي، ولم تقتنع لجنة الخبراء بصحة تلك الوثائق التي قُدمت للسلطات الأوكرانية من قبل الشركتين، ليؤكد ذلك متحدث باسم الهلال الأحمر الليبي ضمن تصريحات أدلى بها لشبكة CNN بأن المنظمة ليس لها أي اتصالات بشركتي “فولاريس” و”سكاي إيفيا ترانس” ولا علاقة لهم بمديرتها أولينا مالاخوفا.
وأضاف التقرير أن شركة ألمانية خرقت حظر الأسلحة الدولي واستأجرت الطائرة نيابة عن حكومة الوفاق في طرابلس، فيما لم يتهم التقرير “مالاخوفا” بعلمها بشحن أسلحة غير قانونية على متن طائرتها بشكل مباشر ودقيق، إلا أنه حمّل شركة “فولاريس” مسؤولية التصاريح الجمركية وغيرها من الوثائق بالرحلات الجوية التي تديرها “سكاي إيفيا ترانس” بناءً على عقد مبرم بين الشركتين والذي حمل توقيع “ O.M” نيابة عن شركة “فولاريس” وهو ما وصفه خبراء الأمم المتحدة في تقريرهم بأنه ” شخصية ذات نفوذ كبير” ، لتؤكد بيانات سجل الشركات البريطانية “Companies House” بعد ذلك أن التوقيع كان توقيع “أوليفيا مالاخوفا”.
وأكد متحدث باسم شركة “سكاي إيفيا ترانس ” لشبكة CNN أن الشركة ليس لها أي نشاط في إيران نافياً علمه بوجود “مالاخوفا” في طهران بداية الشهر الجاري مشيراً إلى أنها قضت الأشهر الأخير في التركيز على محاولة تعويض الخسائر وإيجاد تمويل لاستبدال الطائرة التي أسقطت في ليبيا، فيما لم يتضح بعد السبب الحقيقي وراء وجود “مالاخوفا” في إيران.