أوضاع ليبيا تقتل السياحة في غدامس
لا يخفى على أحد ما تمر به ليبيا من أوضاع أمنية متدهورة، وحيث ساهم ذلك مع غياب البنية التحتية في تناقص عدد الزوار القاصدين ليبيا للتمتع ومشاهدة ما تزخر به من معالم سياحية خلابة تُدهش الناظرين.
وكانت مدينة غدامس سابقا قبلة السواح من كل أنحاء العالم، حيث وصل عدد زوارها الأجانب إلى أكثر من 15000 سائح في موسم واحد وهذا جعل قطاع السياحة ينتعش ويشهد رواجا منقطع النظير.
ولكن هذه الأيام تعاني مدينة غدامس كسادا سياحيا بسب تناقص وفود السواح للمدينة ما أثر على حركة السياحة وأجبر مالكي الفنادق إلى إغلاقها أو تخفيض عدد العاملين فيها، واليوم أصبحت تستقبل عشرات السياح الأجانب والقليل من الزائرين الليبيين.
كما أثّر الوضع الأمني المتدهور في البلاد ونقص السيولة وعدم توفر الوقود بالمدينة وبالمدن الواقعة على الخط البري المتهالك الذي يربط غدامس بالمدن الأخرى، وأيضا توقف المطار عن العمل، إلى حدوث عزوف كامل من قبل الزائرين المحليين للمدينة، وهذا الأمر اتضح جليا في تناقص عدد الزوار المحليين القادمين من معظم مدن ليبيا.
إلا أن هناك بعض المبادرات البسيطة من قبل بعض المنظمات السياحية لجلب مجموعات سياحية برحلات متقطعة بأيام العطل الدراسية.
وتعد أغلب معالم مدينة غدامس السياحية حاليا خارج الخدمة، حيث تم إغلاق المتحف بشكل مؤقت منذ سنة 2012 بقرار من مصلحة الآثار، أما المحلات السياحية فجلها مقفل بسب عدم الإقبال وهذا ينعكس أيضا على المقاهي والمطاعم.
في زمن سابق كانت السياحة من أهم الموارد بغدامس وتساهم في نمو دخل الأهالي وتساعد على تنشيط الحركة الاقتصادية بالمدينة وذلك بإقامة المهرجانات السياحية والتي كان لها الأثر الفعال في انتعاش الحركة التجارية والتعريف بالمدينة ومورثها الحضاري.
ولكن حاليا بسبب الظروف الأمنية المتردية، توقف المهرجان السياحي الدولى منذ سنة 2011، ولم تنعقد أي دورة له رغم المحاولات المتكررة من قبل الهيئة العامة للسياحة.
ويأمل أهالي المدينة أن يتبدل الحال وأن يعم الأمن والسلام بكافة ربوع الوطن وأن تحضن الجوهرة غدامس زائريها بالفرح والسعادة والسرور.