“أوجاع الحروب” في لوحات الفنان الليبي عدنان معيتيق
218ّّ| خلود الفلاح
افتتح الفنان التشكيلي الليبي عدنان معيتيق يوم السبت 19 فبراير، معرضه التشكيلي الفردي الثالث “أحلام ما بعد الحرب: رؤوس وأبجدية الشوارع” بقلعة ماركوم” MRKOM ” للفنون والأعمال الفنية في مدينة مصراتة.
يضم المعرض تجربة فنية جديدة ومختلفة للفنان عدنان معيتيق، ويلفت معيتيق في حديثه لـ218 “بدأت تتشكل ملامحها منذ أكثر من 5 سنوات، رؤوس وحروف أجساد مبتورة وأحلام تحولت إلى كوابيس، رسمت بالأبيض والأسود والقليل من الأحمر وبعض ألوان الفرح المؤجل عما صدم الأوطان وذبح الآمال وحطم وقتل الأحلام، رسم بمثابة إعلان عن انتكاسة البشر الطامحين في الارتفاع فكان السقوط المدوي موازياً لتلك الآمال العالية في أحلامهم بوطن ينعم بالحرية وبعض الحقوق والمساواة”.
مدونات الشارع
الفن بوصفه طريقة استحضار للذاكرة الجمعية، يجد المناخ الخصب لإنتاج أعمال فنية في حالات الحزن والظلم، والحروب والموت المجاني، والنزوح. هل يمكن للفنون أن تواجه القبح في ليبيا؟ فيقول عدنان معيتيق: بكل تأكيد. لإنه فعل جميل عكس أفعال القبح والفساد وهو بمثابة القوة الناعمة التي تتغلغل بل تتسرب إلى وجدان الناس وتغير من مفاهيمهم وأفكارهم وتشعرهم بأهميتهم وأهمية حقوقهم والحياة بشكل عام. والدعوة إلى بناء وطن يسود فيه العدل والأمن والرفاهية ومحاولة تخفيف وطأة الجهوية والقبلية التي كانت ومازالت ليبيا كلها أحد أكبر مشاكلها في مواجهة بناء الدولة والمؤسسات الحقيقية.
ونسأله، ما هي أحلام ما بعد الحرب؟ فيقول: “أعتقد هي أحلام مؤجلة للفرح وعيش حياة كريمة في دولة القانون والمؤسسات التي يستحقها كل ليبي”.
وتحدث عدنان معيتيق، عن مدونات الجدران من حرف ورسم، من وشم وأثر، كلام بالمعلن للمطالبين بالحقوق وهمسات للمحبين، غمغمة اللون وحنو الخطوط باستقامتها وانكساراتها على أشكالها المرسومة، ظلال وخدوش، رائحة الطلاء، في الأمكنة الخاوية ولهفة الحنين إلى كل الأشياء الضائعة، وجوه الأبطال وقصصهم الشخصية بكل انكساراتها، كل هذه الأشياء صنعت مفردات أخرى عما أنتجه في السابق.
الفنان والاستقرار
لوحات هذا المعرض واستخدام الألوان القاتمة هي إسقاط وفلسفة تشكيلة عما يحدث في ليبيا والعالم. وهنا يوضح عدنان معيتيق، أن هذه اللوحات بمثابة انتكاسة عما كنا نحلم به من تغيير حقيقي نتج عنه فوضى عارمة وسقوط للدولة وشبه المؤسسات التي كانت على الأقل رغم كل هذا مازال يرافقنا الأمل.
ويرى عدنان معيتيق “أن الحرب أثرت بشكل بشكل سلبي جداً على واقع الفنانيين التشكيليين في ليبيا. لأن الفنان الليبي مازال في حالة من الصدمة التي لم يفق منها لتوظيف هذه الأحداث في أعمال فنية يثري تجربته الفنية الشخصية وتزيد من الرصيد التراكمي الوطني للفن التشكيلي الليبي”.
ويضيف: الصراع في ليبيا قطّع أطراف الوطن وأربك المشهد الفني والثقافي، وجعل من غير الممكن أن تقام معارض عامة أو حتى ملتقيات صغيرة بسبب الظروف الصعبة والحالة الأمنية والسياسية المتوترة في كل البلاد، ازدهار الفنون حتى لو افترضنا أنها تزدهر وتتغذى من المعاناة فمن شروطها الأستقرار وهذا ما لم يتوفر منذ وقت طويل.