أميركا تفرض.. وإيران ترفض.. وأوروبا تؤيد الأخيرة
العقوبات الأميركية تدخل حيّز التنفيذ وإيران تَعد بتجاوزها بأقل الخسائر
في الوقت الذي بدأ فيه سريان الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران، أعرب كل من الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وبريطانيا في بيان مشترك صدر عنهم عن الأسف الشديد لمعاودة الولايات المتحدة فرض هذه العقوبات.
وبحسب “رويترز” فإن البيان حثّ طهران على مواصلة تنفيذ التزاماتها النووية بالكامل، ولعب دور بنّاء في ظل استمرار هذه الأطراف بتطبيق الاتفاق النووي ضمن احترام الاتفاقات الدولية.
ورغم الاعتراضات الإيرانية والأوروبية على تنفيذ الحزمة الثانية مما وُصف بـ”العقوبات الأقسى” في التاريخ، أعلن وزير الخارجية الأميركي “مايك بومبيو” في وقت سابق دخول هذه الحزمة حيّز التنفيذ في الـ5 من نوفمبر الحالي لتشمل مئات الأشخاص والشركات في إيران ممن يأمل “بومبيو” أن تؤثر على سلوك النظام الإيراني ليتحقق الهدف الذي اتّبع من أجله الرئيس الأميركي دونالد ترامب سياسة العقوبات.
وفيما أعلن “بومبيو” أن أكثر من 600 شخص وشركة في إيران ستشملهم العقوبات أشار وزير الخزانة الأميركي “ستيفن منوشين” إلى أن قائمة العقوبات ستضم أكثر من 700 شخص وكيان و300 اسم لم تظهر من قبل.
وأضاف “بومبيو” أن العقوبات كان لها بالفعل تأثير كبير على الاقتصاد الإيراني، حيث بدأ الشركاء الأوروبيون بسحب أعمالهم من البلاد مقدّما، حيث غادرت مئات الشركات إيران، مشيرا إلى تخفيض تصدير النفط الخام بأكثر من مليون برميل يوميا لينخفض هذا الرقم حتى يصل بعد فترة إلى الصفر.
الرئيس الإيراني “حسن روحاني” من جانبه تحدى العقوبات الأميركية بالقول إن بلاده ستواصل بيع النفط وتجاوز العقوبات، داعيا في كلمة ألقاها أمام المسؤولين في وزارة الاقتصاد إلى تعزيز الاستثمارات الأجنبية في بلاده بعد أن بدأت البلاد بالالتفاف على العقوبات الأميركية “الظالمة” على أن تواصل ذلك بكل فخر على حد تعبيره.
وأضاف بالقول إن أوضاع بلاده وظروفها ليست سهلة في ظل وقوف قوى كبرى ضدها إلا أن الشعب الإيراني “عظيم” وسيتجاوز ذلك، مطالبا بالاستفادة من كل الإمكانات المتاحة حتى تعبر إيران “الطريق الصعب” بأقل الخسائر.
أما المتحدث باسم الخارجية الإيرانية “بهرام قاسمي” فقد وصف العقوبات بجزء من الحرب النفسية “الفاشلة” التي تشنها واشنطن ضد طهران، مبينا أن الأخيرة على اتصال مع الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي بهذا الشأن إلا أن إنشاء آلية لمواصلة التجارة مع الاتحاد الأوروبي رغم العقوبات سيستغرق وقتا.
وعلى صعيد ردود الفعل الأوروبية أيضا أعلن مفوض الشؤون الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي “بيير موسكوفيسي” معارضة الاتحاد قرار الولايات المتحدة بإعادة فرض العقوبات النفطية والمالية على إيران.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن في مايو الماضي انسحاب واشنطن من الاتفاق الأممي حول البرنامج النووي الإيراني وفرض حزمتين من العقوبات على طهران الأولى دخلت حيّز التنفيذ في الـ7 من أغسطس الماضي والثانية في الـ5 من نوفمبر الجاري.