ترجمة | 218
توفي أميركي بعد تناول مادة تستخدم لتنظيف خزانات الأسماك التي تحتوي على الكلوروكين التي تدخل في تركيبة دواء مضاد للملاريا، وهو دواء زعم الرئيس دونالد ترامب مرارًا أنه يمكن أن يكون “مغيرًا للعبة” على حد قوله في مكافحة فيروس كورونا الجديد.
وقال مستشفى “بانر هيلث” في بيان إن زوجة الرجل في حالة صحية حرجة، وأوضح أنه بعد ابتلاع المادة بـ30 دقيقة عانى الزوجان من آثار فورية على جسديهما. وقالت الزوجة إنها وزوجها بدآ يشعران بالسخونة والغثيان بعد تناولهما للمركب، وبدأت بالتقيؤ بينما عانى زوجها من ضيق في التنفس.
وأشارت الزوجة إلى أنها شاهدت المؤتمر الصحفي لترامب عندما كان يتحدث عن فوائد محتملة للكلوروكين في مواجهة كورونا، مضيفةً أنها تذكرت اسم الدواء من العلاج الذي تقدمه لسمك الزينة، وكان موجوداً في منزلها، وتساءلت قبل تناوله: أليس هذا الذي يتحدثون عنه في التلفاز؟
ونُقل الزوجان إلى المستشفى في ولاية أريزونا بعد تناولهما للمركب، وتوفي الرجل فيما وصلت زوجته إلى حالة حرجة وتعافت بعدها لتشير إلى أنهما تناولا مركب هيدروكسوكلوركين.
وأصدر المستشفى بياناً حذر فيه من استخدام أي مركب دوائي للوقاية من فيروس كورونا، وطالب بعدم تعاطي الأدوية ما لم توصف لهم من الطبيب.
وكان الرئيس ترامب قد قال يوم 21 مارس 2020، إن “الكلوروكين حصل على الموافقة كعلاج للفيروس من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، الهيئة المسؤولة عن ترخيص الأدوية في أمريكا وسنكون قادرين على إتاحة هذا الدواء على الفور.”
وفي هذا الصدد تساءلت هيئة الإذاعة البريطانية هل “ترامب على حق فيما يتعلق بفاعلية الدواء؟ وفي إجابتها على السؤال قالت إن عقار “الكلوروكين موجود منذ عقود، لكن لم يعد يُنصح به في معظم أنحاء أفريقيا لأن الطفيليات المسببة للملاريا طورت مقاومة ضده”.
كما أن بعض الدول أصدرت لوائح للحد من استخدام الدواء، لكنه ما يزال شائعاً في الدول التي لديها أسواق أدوية نشطة في القطاع الخاص، حيث يباع على نطاق واسع. وينطبق هذا على نيجيريا حيث تحدثت تقارير عن ارتفاع الطلب على الكلوروكين في الصيدليات، ويعود جزء من السبب في ذلك إلى إعلان ترامب بخصوص فاعليته في علاج فيروس كورونا.
لكن “بي بي سي” أوضحت أن موافقة هيئة الغذاء والدواء الأميركية على عقار الكلوروكين على أساس أنه علاج للملاريا والتهاب المفاصل، وكانت إدارة الأغذية والأدوية واضحة في القول إن هذا لا ينطبق على علاج الأشخاص المصابين بفيروس كورونا.
ومن جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية إنه لا يوجد حتى الآن دليل قاطع على فاعلية الكلوروكين، لكنه يظل جزءا من التجارب المستمرة لإيجاد علاج لفيروس كورونا المستجد.
وفي هذا الصدد قال البروفيسور ترودي لانغ، مدير شبكة الصحة العالمية في جامعة أكسفورد، “لكي نتوصل إلى معرفة الأدوية التي يمكنها معالجة العدوى الفيروسية، نحتاج إلى إجراء تجارب سريرية للحصول على الأدلة الكاملة لمعرفة إن كانت فعالة أم لا”.
يُذكر أن تداول اسم الدواء مؤخراً أدى إلى تصاعد الاهتمام به وظهور نشاط ملحوظ في البحث عنه على الإنترنت، ووفقاً لبيانات محرك البحث Google شهدت عمليات البحث عن الكلوروكين ارتفاعاً ملحوظاً في الأسبوع الماضي، أي بعد خطاب ترامب.
