أمريكا بإمكانها النهوض بالواقع في ليبيا
ترجمة خاصة 218
أكد تقرير أعدته صحيفة “واشنطن تايمز” أن تصنيف ليبيا كواحدة من أكثر الدول غير المستقرة في العالم لضعف سلطة الدولة وانعدامها ووجود تنظيم “داعش” الإرهابي وموجات المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا لم يحل دون تحقيق بعض التقدم.
وأشار التقرير إلى أن الفوضى في ليبيا لم تمنع “مايكل غيدري” رجل الأمن السابق من ولاية تكساس الذي يدير مجموعة “غيدري” التي تتخذ من مدينة “هيوستن” مقرا لها للعمل في مجال إدارة الأزمات، من القيام بمحاولة بناء ميناء بقيمة مليار دولار في مدينة سوسة الليبية الواقعة على بعد 20 ميلاً شمال غرب مدينة البيضاء التي تعد رابع أكبر مدينة في ليبيا، مبيناً أن هذه المحاولة تتم في ظل مناخ طارد للاستثمار.
وتطرق التقرير إلى عمل “غيدري” على مدى أعوام لحماية عملاء الشركات من الاختطاف في البلدان غير المستقرة ليحول الآن نشاطه إلى الاستثمار في البنى التحتية في مناطق الخطر والمجازفات، حيث يرى أن هذه الاستثمارات من شأنها أن تكون عاملاً جالباً للاستقرار وتنمية الاقتصاديات في هذه المناطق، مشيراً إلى حصوله على عقد منذ 3 أعوام لبناء ميناء في المياه العميقة لمدينة سوسة على أمل أن ينتهي العمل فيه خلال العام 2020.
وخلال مقابلة صحفية معه قال “غيدري”: “نحن الآن الشركة الأميركية الوحيدة العاملة في ليبيا ولكني أتمنى أن نبدأ بتعبيد الطريق للشركات الأخرى لتساعدنا في إعادة بناء البلاد وأعتقد بأنه ليس من الجيد للولايات المتحدة أن يسبقنا الروس أو الصينيون إلى هنا”.
ويبين عمل “غيدري” إشارة لإمكانية النمو لاقتصاد ليبيا إذا تمكنت من تجنب المزيد من العنف وتحقيق قدر من التماسك السياسي، فيما أشار المستشار المالي والتجاري في مدينة البيضاء “عبد الله الحاسي” إلى أن نجاح قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر قوات الجيش في تحرير شرق ليبيا من عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي يحتم العمل على تنشيط قطاع الأعمال لإعادة بناء البلاد.
وأضاف “الحاسي” أن المحادثات في مؤتمر باليرمو بيّنت أن الإيطاليين لا يريدون أن يبينوا أنفسهم على أنهم قوة مؤثرة في ليبيا فحسب بل للتنافس مع الفرنسيين على موارد النفط الليبية، فيما أشار محللون آخرون إلى أن انخراط الأميركيين قد يقود إلى نمو الاقتصاد في ليبيا لاسيما في ظل محاولات إدارة الرئيس دونالد ترامب لإيجاد بدائل عن النفط الإيراني بعد أن تم فرض عقوبات شديدة على طهران.
أما “ولفغانغ بوسزتا” المحلل الأمني ورئيس المجلس الاستشاري بالمجلس الوطني للعلاقات الأميركية الليبية فيرى في الدعم الأميركي حاجة لفترة استقرار تمتد لـ6 أعوام قبل أن تتمكن طرابلس من تحقيق الأمن والتقدم الاقتصاد مضيفاً بالقول: “يركز الأميركيون حتى الآن على مكافحة الإرهاب في ليبيا وآمل أن يكون الملتقى الوطني الجامع الذي ستنظمه البعثة الأممية إلى ليبيا في يناير المقبل فرصة حقيقية لحشد الجهود لتحقيق الاستقرار وتوفير الآليات لاستخدام عوائد النفط كعامل للحفاظ على وحدة البلاد”.