أكثر من 100 عام على تأسيس الجمهورية الطرابلسية
تقرير 218
يصادف اليوم الذكرى الـ101 لإعلان الجمهورية الطرابلسية التي تأسست في 16 من نوفمبر عام 1918 بجامع المجابرة أكبر مساجد مسلاتة حيث اجتمع الأعيان ووقعوا على بيان إعلان الجمهورية الذي لم يكن فكرة وليدة تلك اللحظة بل كان نتاج مخاض كبير، لكنها لم تدم غير أشهر قليلة.
“الجمهورية الطرابلسية” هي أولى الجمهوريات في تاريخ العرب والمسلمين المعاصر، وكان إعلانها حدثاً مهماً كانت له تداعيات كبيرة على حاضر ليبيا حينها وعلى مستقبلها أيضا.
وبدأت فكرة تأسيس الجمهورية الطرابلسية في التبلور لدى أعيان البلاد عقب هزيمة دول المحور في الحرب العالمية الأولى وتوقف الدعم العثماني للمقاومة الليبية ضد الاحتلال الإيطالي، وبعد أن كانت حتى عام 1912 ولاية تابعة للدولة العثمانية التي انتقلت إلى السيادة الإيطالية عقب توقيع معاهدة أوشي أو اتفاقية لوزان الأولى بين العثمانيين والإيطاليين والتي من بنودها منح استقلال ذاتي لطرابلس وبرقة وسحب جميع الجنود والضباط والموظفين العثمانيين من الولايتين ما جعل الليبيين يرغبون في استغلالها لفائدتهم، فبدؤوا في تنظيم صفوفهم بقيادة الزعماء الوطنيين تمهيدا لإعلان جمهورية مستقلة، حتى يفوتوا الفرصة على المحتل.
مباشرة إثر الإعلان عن تأسيس الدولة انتخب لمجلس رئاستها كل من: رمضان الشتيوي السويحلي من مدينة مصراتة، سليمان عـبد الله الباروني من جبل نفوسة، أحمد المريض من مدينة ترهونة، عبد النبي بالخير من مدينة بني وليد. كما تم انتخاب مجلس لشورى الجمهورية تألف من 24 عضوا يمثلون مختلف مناطق البلاد.
حينها، علمت إيطاليا أنها لن تقدر على هزيمة الليبيين عسكريا فحاولت هزيمتهم سياسيا وهو ما كان لها فلم تدم الجمهورية الوليدة وانتهت مبكرا بتاريخ 22 إبريل 1919، عندما تمكن الاحتلال من الوصول بالمفاوضات إلى توقيع الليبيين اتفاقا سمي بـ”اتفاق سواني بنيادم” مع إيطاليا، وبناء على هذا الصلح أصدر ملك إيطاليا، في 1 يونيو 1919، مرسوما أعلن من خلاله رسميا عن نهاية الجمهورية الطرابلسية.