“أقوى وأشهر” كذبة دولية.. صدّقها الليبيون
218TV|خاص
منذ شهر نوفمبر الماضي، جنّد الليبيّون أنفسهم في “مهمّة وحيدة وحصرية” هي الانتقال إلى مرحلة الانتخابات التي توافَق الليبيون والمجتمع الدولي على أنّها “الحد الفاصل” بين الفوضى والاستقرار، وأنَّها أيضا “أفضل من البندقية” كـ”وسيلة تحاور” يُقرّر الليبيّون عَبرَها الطبقةَ السياسية التي يريدون، بديلا عن”الطبقة القائمة” التي يُنْسَب إليها “جبل الأزمات” الجاثم فوق صدور الليبيين منذ سنوات طويلة، دونَ أيّ “أفق أو بارقة أمل” تُعين الليبيين على استكمال “مرحلة الصبر” كـ”خيار وحيد” بدا متاحاً في “السنوات العجاف” الماضية.
اندفع الليبيون مطلعَ العام الحالي على نحو غير مسبوق للتسجيل في قوائم المفوضيّة العليا للانتخابات، في إجراء قيل معه إنّ الليبيين سيُقْبِلون بكثافة على إزاحة الطبقة السياسية، عبر صناديق الانتخابات، إذ وصل عدد الناخبين المسجلين إلى “عتبة غير مسبوقة”، الأمر الذي أعطى “إشارة سلبية” لكيانات سياسية وأخرى مسلحة، توجّست من أنّ مجرد فتح صناديق الاقتراع، سيعني “إقصاءً سياسياً” لهم عن المشهد الليبي، فبدأت جميعها العمل سريعا على إجهاض فكرة الانتخابات.
تواطؤ الكيانات المسلحة المُشغَّلة من كيانات سياسية، لم يكن وحيداً، فمنذ أسابيع عدة أظهر العالم “نبرة مختلفة” بشأن الانتخابات العامة في ليبيا، إذ أطلقت عواصم الثِقَل العالمية “تصريحات فضفاضة ومتضاربة” بدأت تُثْمِر شكوكاً لدى الليبيين بأن الانتخابات أصبحت “بعيدة المنال”، وأنها على الأرجح لم تكن سوى “إبرة تخدير” لـ”الألم الليبي”، فيما يراهن كثيرون على أنّ فكرة عقد انتخابات في ليبيا لم تكن سوى “أشهر وأقوى كذبة” سوّقها العالم لليبيين، الذين لم يكن أمامهم من بُدّ سوى تصديقها.
يتساءل مواطنون: كيف للبعثة الأممية بقيادة “الجنتلمان اللبناني” غسان سلامة أن تُشْرِف على انتخابات في العاصمة مثلاً، دون أن يكون قادراً على فرض “هدنة طويلة الأجل”، وكيف لعناصر بعثته أن يتّجهوا إلى الجنوب “الغارق في مأساته الأمنية”، والذي تحوّل إلى “بؤرة تهريب” لم توفّر صنفا من “التجارة المُحرّمة والمُجرّمة” دون أن تعمل به.
يقول ليبيون إنَّ الصورةَ كانت واضحة منذ البداية، إذ ليس ممكنا “نظريا وعملياً” إجراء انتخابات في بلد يمزقه الانقسام السياسي، وإنّ الفوضى هي “الجنرال أو المسؤول الوحيد” الذي يمكن للعالم أن يتحاور معه في ليبيا، فيما “الغول الاقتصادي” هو المفاوض الليبي الوحيد في السنوات الأخيرة، أما “الوجع” فهو “الناطق الرسمي” باسم الليبيين، فقد كان يتعين على الليبيين أن يعرفوا منذ البداية أن العالم يُدير ظهره لهم ولليبيا.