218TV | خاص
لا أحد يُصدّق، وربما أقلية فقط حول العالم العربي تعرف أن سجنا أميركيا يضم بين جدران إحدى زنزاناته ما بات يوصف بـ”أقدم سجين” عربي في سجون الولايات المتحدة الأميركية، فيما لا تزال “قصته غامضة جدا”، رغم نيله حكما بالسجن مدى الحياة بعد تخفيفه من حكم آخر نطقت به المحكمة أولا، إذ نال سرحان بشارة سرحان أولا حكما قضائيا بالموت بغرف الإعدام بـ”الغاز”، قبل أن يُخفّف هذا الحكم بطريقة غامضة للرأي العام الأميركي.
غموض كلينتون
سرحان بشارة سرحان الذي يكبر منذ عام 1968 داخل السجون الأميركية يعاني من الأمراض، وجرى رفض متكرر لتسوية قانونية تتيح له عقوبة بديلة غير السجن داخل الولايات المتحدة الأميركية، بل أن مرافقين للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات نقلوا لصحافيين كيف انتفض الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون لحظة مفاتحة عرفات له بتسوية ما تتيح إطلاق سراح سرحان سرحان، بالتزامن مع جهود كان يبذلها إيهود باراك –رئيس وزراء سابق لإسرائيل- لإطلاق جاسوس إسرائيلي هو جوناثان بولارد، إذ رفض كلينتون رفضا قاطعا أي تحريك لملف سرحان سرحان.
ورقة غامضة
سرحان سرحان قام ليل السادس من يونيو عام 1968 بإطلاق رصاصات على نحو مباشر تجاه رأس روبرت كينيدي أحد أشقاء الرئيس السابق جون كينيدي والذي اغتيل هو الآخر، والذي كان يستعد لانتزاع بطاقة ترشح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، فيما المفاجئ وفقا للتحقيقات الأميركية هي العثور على ورقة غامضة في شقة سرحان سرحان يُطْلَب فيها منه تنفيذ عملية الاغتيال قبل الذكرى الأولى لحرب يونيو التي خاضها العرب ضد إسرائيل، وأسفرت عن سقوط الضفة الغربية لنهر الأردن، وكذلك سقوط هضبة الجولان السورية بيد الجيش الإسرائيلي، فيما لا أحد يعرف من هي الجهة التي كلفت سرحان بقتل كينيدي الذي شغل لسنوات منصب النائب العام في الولايات المتحدة، عدا عن أنه أحد الكوادر المهمة في الحزب الديمقراطي، مثلما كان أيضا “العقل المدبر” لحملة شقيقه الرئيس المقتول جون كينيدي.
“قاتل مقتلش حاجة”؟
سرحان سرحان الذي يقضي حكما مؤبداً، وأصبح عمره الآن في السجن 75 عاما، بعد أن دخله بعمر الرابعة والعشرين، يرى كثيرون أنه يشبه شخصية “سرحان عبدالبصير” الذي أداها الفنان المصري عادل إمام في مسرحية “شاهد مشفش حاجة”، والذي كان محور قضية جريمة قتل لكنه لم يقم بها، ولم تكن له أي صلة بها، إذ يعتقد كثيرون حول العالم إن مقتل روبرت كينيدي، هي أحد “الألغاز المتصلة” بقضية الاغتيال الغامض لشقيقه جون كينيدي، وأن كينيدي الشقيق المتهم سرحان بقتله كان ينوي إعادة فتح ملف اغتيال شقيقه، إذ يمتلك معلومات تحقيقية وقانونية كونه كان نائبا عاما لسنوات، وهو ما أرادت جهات غامضة في الداخل الأميركي طمسه نهائيا، لكن سرحان سرحان في إطلالات صحفية نادرة من داخل سجنه الأميركي يقول إنه نفّذ الجريمة مع سبق الإصرار والترصد، وهو ما يُركّب غموضا إضافيا على قصة أقدم سجين عربي في أميركا.