“أفريكوم” تعود إلى طرابلس.. بـ”ذكرى الناتو”
218TV|خاص
قبل ثماني سنوات اضطرت مقاتلات من حلف شمال الأطلسي “ناتو” إلى تنفيذ عمليات قصف جوي ضد مواقع كان العقيد معمر القذافي قد أمر بتجميعها استعدادا للهجوم بأرتال كثيرة وكبيرة ضد مدن انتفضت ضد نظام العقيد، وطالبت برحيله، إذ يتردد طيلة السنوات القليلة الماضية إن جعبة القذافي كانت تخلو من أي خيارات للتعامل مع المنتفضين ضد نظامه سوى من خيار واحد وهو تنفيذ سلسلة مجازر لدب الرعب في قلوب الليبيين، فيما يقال أيضا أن المجتمع الدولي كان بلا خيارات أيضا سوى الهجوم جوا لمنع مجازر محتملة.
بعد ثماني سنوات، ودخول ثورة السابع عشر من فبراير عامها التاسع بدا لافتا أن الولايات المتحدة الأميركية قد أدارت ظهرها على نحو محير للملف الليبي ولليبيين، وأيضا للأزمة السياسية التي يعيشونها، إلى درجة لم تسم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مبعوثا خاصا لليبيا، بعد انتهاء عمل آخر مبعوث أميركي جوناثان واينر أوائل عام 2017، فيما ختم الرئيس السابق باراك أوباما ولايته الرئاسية الثانية بالقول إن التدخل عسكريا في ليبيا كان أسوأ قرارات إدارته، فيما شهدت الساعات القليلة الماضية عودة واحد من أهم “الأذرع العسكرية الأميركية” حول العالم إلى ليبيا في خطوة مهمة ومفاجئة.
القيادة العسكرية الأميركية شمال القارة الأفريقية، والمعروفة باسم “أفريكوم” ظهرت علنا في العاصمة طرابلس، وأجرت لقاءات علنية مع قادة سياسيين، في الذكرى الثامنة لتدخل “ناتو”، دون أن يُعرف ما إذا كان “الحضور اللافت” لـ”أفريكوم” يحمل دلالات سياسية بشأن عودة “محتملة وقوية” للولايات المتحدة الأميركية إلى الساحة الليبية، أو ما إذا كان حضور “أفريكوم” يهدف إلى توجيه دعم سياسي للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، وسعي من أجل مساعدته على فرض الأمن في العاصمة، رغم هجرة عواصم الثقل السياسي عالمياً لطرابلس وللسراج في الأسابيع القليلة الماضية.