“أعدقاء” أردوغان يُحضرون لـ”انقلاب صامت” في بيته
218TV|خاص
في الخامس عشر من يوليو 2016 كان يمكن لشخصية تركية أن تُنْجِح انقلاب مجموعات داخل الجيش التركي أرادت الإطاحة بنظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكن هذا الرجل الذي كان وقتذاك قدغادر للتو منصب رئاسة الحكومة “مُجبرا”، ورفضا لتعديلات دستورية يريد أردوغان فرضها على النظام الدستوري، رفض الانقلاب منذ “دقائقه الأولى”، ومعلنا تأييده للرئيس التركي، إذ يعتقد كثيرون أن “الموقف المبدئي” لـ”البروفيسور” –كما يناديه الأتراك- أحمد داوود أوغلو كان له “الأثر الحاسم” في وأد الانقلاب تلك الليلة.
اليوم يعود “البروفيسور” إلى الميدان السياسي بـ”أثر حاسم” أيضا، لكنه مختلف تماما فالرجل يبدو أنه يستعد لـ”إلقاء لغم” في حضن أردوغان، فأوساط تركية تقول إن الرجل ينوي “الانشقاق” عن أردوغان وحزب العدالة والتنمية، وأنه ينوي تأسيس جسم سياسي جديد، بالتزامن مع “انشقاق آخر” للرئيس التركي السابق عبدالله غل الذي يتردد أنه يجري اتصالات لتأسيس حزب سياسي جديد قد يخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهو أمر إذا ما تأكد فإنه قد يضع “أكياس رمل” في طريق اندفاعة أردوغان نحو تثبيت “الحكم المطلق” له في تركيا.
“البروفيسور” وغل ليس معروفا ما إذا كانا سيتحدان في حزب واحد في المرحلة المقبلة، لكنهما يشتركان في رفضهما السابق والصامت للتعديلات الدستورية التي تجعل من أردوغان حاكما مطلقا لتركيا، بعد التحول إلى نظام الرئاسة التنفيذية للبرلمان، وهو أمر جرى إلغاء منصب رئاسة الحكومة معه، وإضعاف صلاحيات البرلمان، إذ يتردد أن داوود أوغلو قد طلب الانسحاب من المشهد السياسي لأنه كان يعتقد بأن هذه التعديلات ستفرض متاعب سياسية واقتصادية على تركيا، إذ سرعان ما أخذت “نبوءة البروفيسور” طريقها إلى التحقق.
رفع “البروفيسور” منذ أيام “مستوى النقد” ضد طريقة إدارة “العدالة والتنمية” بل أن داوود أوغلو قد قال إن جناحا عائلياً بات يسيطر على مقاليد القرار في داخل الحزب، في إشارة ضمنية إلى “النفوذ الهائل” لأفراد من عائلة أردوغان ومن بينهم البراءات البيرق وزير المال، والذي قد بدأ بخلخلة الحزب، فيما علّق داوود أوغلو “جرس الإنذار” بشأن “الخسارة المدوية” للحزب في العاصمة أنقرة، وفي إسطنبول خلال الانتخابات البلدية الأخيرة، إذ يخشى كثيرون أن تكون هذه الخسارة مقدمة ل”خسارة أكبر” يحاول أوغلو وغل و”أعدقاء” آخرين في “بيت أردوغان” تفاديها، علما أن أوساط تركية تشير إلى أنه نظرا ل”السمعة والخبرة” لدى كل من غل وأوغلو فإن تشكيلهما مجتمعين أو منفردين لأجسام سياسية هو أمر من شأنه أن “يُسرّب” شخصيات وازنة من “معقل أردوغان” إلى الأجسام الجديدة.