أطفال ليبيا لا يحتاجون لمن “يُعمّق جراحهم”
218TV | خاص
أثارت قضية ضرب الطالب قيس الشيباني، من قبل معلم مادّة التربية الإسلامية بمدرسة الهدى الإسلامي، في طرابلس المركز، ردود فعل “غاضبة وساخطة” في وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرين أن الفعل الذي ارتكبه المعلم يتنافى مع أسس التعليم الصحيحة ويترك أثرا نفسيا لدى الطالب.
وزير التعليم بحكومة الوفاق الوطني، عثمان عبدالجليل، أصدر قراراً يقضي بفصل المعلم من مهنة التعليم وإحالته إلى المجلس التأديبي، واعتبر أن الفعل يتنافى مع الأخلاق الإنسانية والمهنية والتربوية، مشددا على أن الوزارة لن تسمح باستمرار وقوع مثل هذه الانتهاكات بحق الطلبة.
وحتى لو أن ضرب الطلاب في المدارس الليبية لا يرقى لمستوى الظاهرة، إلا أن الحالات الفردية التي يبرزها الإعلام يمكن أن تترك صدى في الشارع، وتنشر المخاوف من إمكانية التمادي في العقاب المدرسي إلى حد الضرب، ومن جانب آخر فإن أهالي الطلبة يتنبهون إلى المشكلة ويبحثون عن الحلول الناجعة.
يقول مهتمون بالشأن التعليمي في ليبيا إن معاقبة الطالب بالضرب أمر مرفوض ولا يُبرر بأي حال من الأحوال، حيث أن الأساليب التربوية الصحيحة تخلو من كافة أشكال تعنيف الطلبة، وحتى التوبيخ والشتم أصبح من المحرمات في التعليم، وبهذا الجانب يؤكد المهتمون ضرورة إخضاع المعلمين وكل من له علاقة مباشرة بالتعليم لدورات حول أساليب التعليم الحديثة والطرق المثلى للتعامل مع بعض التصرفات المزعجة من الطلبة.
وشدد بعض المتابعين على ضرورة مراعاة أن أطفال ليبيا يعانون من أضرار نفسية سببها الوضع العام في البلاد وانعكاساته على مختلف مناحي الحياة، كما أن مشاهد العنف والدمار تترك أثرا سلبيا في نفوسهم، وفي هذا الجانب أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، الاثنين، تقريرا حول الأوضاع الإنسانية أكدت فيه أنها قدمت في العام 2017، دعما نفسيا ومجتمعيا لـ30394 من الأطفال في المدارس في شرق وغرب وجنوب ليبيا، في حين تلقى 1393 طفلا ناج من العنف الخدمات المتخصصة. ومن بينهم 300 طفل معوق، التحقوا بمدارس التعليم والتدريس في المناطق المتضررة من النزاع والتي تعاني من نقص الخدمات مثل بنغازي وسرت والجزء الجنوبي من ليبيا.
يؤكد مراقبون أن هذا الوضع المأساوي لأطفال ليبيا يتطلب مراعاة من الجهات التعليمية في ليبيا، وتحويل الغرفة الصفية إلى مكان دعم نفسي لهم يُخفف من المشاهد القاسية والصدمات التي تعرضوا لها، لا أن تكون سببا في “تعميق الجرح”.