أطفال بنغازي “عسْكروا” طفولتهم ردا على “الإرهاب”
218TV| خاص
“الإنصاف” يقتضي القول أن انتصارات الجيش الوطني في مدينة بنغازي على مدى الأشهر الماضية ضد التنظيمات “الإرهابية والظلامية” كان يمكن أن تكون صعبة من دون “الحاضنة الخاصة” التي وفرها أهالي المدينة لأبطال الجيش الوطني “صبراً وتضحيات”، لكن في إطار صورة المشهد العام أظهر أطفال بنغازي “بُعْدا خاصا” للمعركة العسكرية ضد الإرهاب، فلم يكونوا “الحلقة الأضعف”، بل كانوا “أيقونة تحدي” في وجه “القوى الظلامية” التي سعت إلى وقف “عجلة الحياة”.
غاب أطفال مدارس بنغازي أياما وأشهر وربما سنوات عن مقاعد الدراسة، من دون أن تنعكس آثارها على “نفسياتهم”، إذ تتأثر نفسيات الأطفال غالبا بـ”الحروب”، لكن أثر الحرب على أطفال بنغازي حضر على شكل “افتخار” بتضحيات العسكر، فثمة قصص ليبية لفتت إلى أن الأطفال استحضروا شخصيات عسكرية وقاموا بتقليدها، فيما ارتدوا غالبا “زي العسكر”، وأن كلمة “الجيش” لم تعد تُفارِق “هدرزات الطفولة”، فلا يوجد بيت ليبي في السنوات الأخيرة لم ينزف عسكرياً على هيئة أب أو أخ أو عم أو خال.
سيعود الأطفال إلى مقاعدهم في مدارس بنغازي، وسيرفعون رُكام الإرهاب والظلام من مدارسهم، فأطفال ليبيا الفخورون بتضحيات الجنود، على يقين أن المعركة المقبلة في بنغازي وعموم ليبيا ستكون معركة “تحصيل العلوم”.. فبها وحدها تُحقق الأوطان والشعوب سلسلة متصلة من الانتصارات.