أشبال الخلافة.. اغتيال طفولة ليبيا
تتوزع القصص، لكن الشكل واحد، والحسرة واحدة، على أطفال اغتال تنظيم داعش الإرهابي براءتهم، وأرسلهم إلى حتفهم، أو كسر روحهم إلى الأبد، حسبما يكشف وثائقي (أشبال الخلافة) الذي بثته 218 نيوز.
تتسرب القصة من بين شفاه عبد المهيمن القادم من درنة، والذي لم يتجاوز 12 عاماً حالياً، تخرج الحروف بألم واضح في نبرة صوته، لتبدأ مغامرته المأساوية من إعلان ما كان حينها “مجلس شورى شباب الإسلام” ما أسماها “بيعة البغدادي” في درنة، ليستقطبه التنظيم إلى مدارسه، ومن ثم يقوده في هربه من درنة إلى سرت.
يحكي “الطفل الدرناوي” كيف استقبلهم التنظيم في سرت، ويبين ما يحدث من تجاوزات أخلاقية، ليقولها بتردد “اللواط”، وكيف يحدث ذلك للأطفال في داعش.
يبين بأسى كيف قتل أصدقاؤه الأربعة الذين أتوا معه من درنة، ما بين القصف والرصاص، ولا ذنب لهم سوى وقوعهم تحت براثن تنظيم إجرامي لا يعرف طفولة ولا براءة، ويذرف دموعه شوقاً لإخوته ووالدته.
أما الطفل التونسي “سيف” فقد كان ضحية أقرب الناس إليه، حيث اصطحبه والده للانضمام إلى (أشبال الخلافة)، مجبراً إياه على حضور عمليات إعدام.
يقول سيف إن والده الذي كان منضماً لأنصار الشريعة قبل انضمامه إلى “داعش” كان فرحاً بمشاهد قطع رأس رجلين اتهمهما داعش بممارسة “السحر”، وأن ذلك سبب له كوابيساً لأيام بعد رؤيته لمشهد الدماء.
ويبين “سيف” أن كلاً من “محمد الأجنف” و”حودة العقوري” كانا مسؤولين عن تدريس “أشبال الخلافة”، في المقر الذي كان يدعى “المنارة” ثم تحول إلى “أشبال الخلافة”.
تنتهي قصة سيف بقيام التنظيم بتسليمه بندقية “كلاشنكوف” وأربع مخازن رصاص، وإرساله إلى القتال في محور حي الدولار في مدينة سرت ليصاب بطلقة قناص ما أدى إلى بتر ساقه، ويقول: “لم يضحي بي التنظيم ضحى بي أبي”.
أما “يحيى” الطفل القادم من أقاصي السودان من مدينة “الدمازين” كما يروي، فقد جلبه أبوه وخاله رغماً عن والدته، ليقدمه والده إلى (أشبال الخلافة)، كي يتدرب على حمل السلاح والقتال.
كثير من المآسي يحكيها “يحيى” وكيف قتل رفاقه الأطفال خلال أيامه المروعة في سرت، ثم يختم حديثه ببراءة عن رغبته في رؤية والدته، التي حرمه أبوه منها.
وتبين مستندات كشفها الوثائقي الخاص بـ218 أن داعش يستخدم أطفالاً في “العمليات الانتحارية”، حيث صنف طفلاً عمره 13 عاماً يدعى “أسامة” بأنه “استشهادي”، أدرج كنيته “أبو الوليد المصري”.