أسباب فوز “التحدي” في أفريقيا
218TV | خاص
لخّص هدف فريق التحدي في مرمى ادوانا ستارز الغاني رغبة الفريق وإصراره نحو تحقيق الفوز وعدم الاستسلام لكافة الظروف الصعبة التي تجمّعت ضده في هذا اللقاء.
الهدف قبل دخوله ارتطم بالعارضة مرتين، حتى وقعت الكرة بين قدمي علي محمود الذي سددها بقوة وكأنها رسالة يقول فيها: “لا استسلام”.
خرج التحدي من اللقاء فائزا على خصمه الصعب بلاعبيه الفنيين والمهاريين ونجح الدفاع بقيادة حارسه فتحي الطلحي بصناعة فوز مهم.
التحدي افتتح مشاركته في الدور التمهيدي لمنافسات دوري أبطال أفريقيا، بالفوز على نظيره إدوانا ستارز الغاني بنتيجة 1-0، في مباراة الذهاب التي جمعت الفريقين على ملعب بترو سبورت في مصر.
النتيجة ربما فاقت توقعات الكثيرين، نظراً للظروف التي تمر بها الكرة الليبية ، بالإضافة للظروف الأمنية والسياسية المضطربة التي تعصف بالبلاد، وحرمان الأندية من إقامة مبارياتهم على ملاعبهم.
لكن لعل هناك أكثر من سببٍ منطقيّ يُفسّر سبب فوز التحدي في استحقاقه الأفريقي:
– الجوع الكروي:
لاعب كرة القدم يتعامل مع المباريات كالماء والغذاء، ويُسبب الغياب لديه أثرا سلبيا على أدائه، لكن يحدث أن ينطلق وينفجر إذا ما حصل على فرصته.
وبدا واضحاً أن الشغف والعزيمة كانت اللاعب رقم 12 في الملعب، رغم غياب الجمهور الليبي الحاشد.
الشغف لتحقيق شيء على المستوى القاري سيطر على الفريق واللاعبين بعد فترة غياب عن الملاعب الأفريقية.
– لا ضغوط
في الرياضة يرسم اللاعب في ذهنه سيناريوهات:” ماذا سيقولون لو خسرت المباراة .. ماذا سيقولون لو فشلت في تسجيل ركلة الجزاء”، وتضع هذه التخيلات اللاعب تحت ضغطٍ نفسي.
لاعبو الفريق كانوا يعرفون أن الخروج بنتيجة مخيبة، لن تُفاجئ الجمهور كثيراً، ليس تقليلاً من قدرهم أو أمكاناتهم، بل لأن الجمهور يعرف جيداً ظروف الفريقيْن، ويُدرك الصعوبات.
هذا الانخفاض في التوقعات وضع اللاعبين في أريحية نفسية، جعلتهم يلعبون للاستمتاع، بل وخلق حالة من التحدي لإهداء الجمهور شيئاً من البسمة في الظروف الليبية الراهنة.
وربما غياب الحشد الجماهيري الليبي كان مؤلماً لكن ربّ ضارةٍ نافعة، فالجماهير بضخامتها سلاح ذو حدّيْن.
– رغبة إثبات النفس
تحظى البطولات القارية باهتمامات كشافة المواهب في أفريقيا، ويعتبر كل لاعب أن هذه فرصته للتألق ليحصل على عقد احتراف في الخارج، وهذا يُشكل حافزاً قوياً للأفراد مما ينعكس إيجاباً على المجموعة وأدائها.
– تركيز ذهني
لُوحظ في المباراة مدى التركيز الذهني العالي للاعبين، وتم إفشال العديد من هجمات الخصم الخطيرة سواء من الدفاع أو الحارس، فاليقظة الذهنية كانت عالية.
ويستغرب البعض سبب هذا التركيز رغم انقطاعهم عن اللعب في المباريات الإفريقية منذ فترة طويلة، وهذا أمر له ما يبرره ، لكن لعل غياب المباريات وتوقف المنافسات، كان له آثاره الجيدة ، فدخل الفريق اللقاء بذهنٍ صافٍ.
– التكتيك
كل ما ذُكر من عوامل وأسباب لا تسمن ولا تغني من جوع، إذا ما توفرت العوامل التكتيكية السليمة في المباراة.
يُحسب لمدرب الفريق دراسة المنافس جيداً، والتعامل مع المواقف الصعبة، ولولا تسرّع المهاجمين، خاصةً في نهاية اللقاء، لكان التحدي في موقف أسهل.
وإن كان الفريق خرج بنتيجة مميزة، لكن لا زالت الكرة في الملعب، وظهرت عدة مشاكل وعيوب في خطوط الدفاع والبطء بالتغطية.
ومن الجيد أن يستفيد الفريق من اللقاء الأول بدراسة الخصم قبل مواجهة الإياب.