“أساطير” أسلحة القذافي “الصحراوية”.. حقيقة أم خيال؟
218TV| خاص
تضخمت “الأساطير الليبية” التي يثيرها أنصار نظام العقيد معمر القذافي، وتطفح بها منصات مواقع التواصل الاجتماعي، إلى درجة أنها أصبحت مُتداولة على أنها حقيقة، وبعضا من هذه الأساطير أن مناطق صحراوية شاسعة من ليبيا دُفِن تحتها وفق خرائط و “شيفرة خاصة” كميات “ضخمة ومُرْعبة” من الأسلحة “القديمة والحديثة” وأن القذافي كان يُحضّر لحرب طويلة المدى، دون أن ينسى الأنصار أنهم يدينون من حيث لا يعرفون للنظام السابق، الذي كان يُخطّط –إن صحت أساطير دفن الأسلحة- لحرب إبادة ضد الليبيين الذين خرجوا إلى الشوارع رفضا لديكتاتوريته السياسية، وعقود الخوف والظلم والترويع.
لا إثباتا عملياً على أن القذافي قد عمد إلى تخبئة ترسانة عسكرية تحت رمال الصحراء الليبية، وأنه لم يجر كشف أي مخبأ لهذه الأسلحة التي أعلن القذافي نفسه في “إطلالة شاهقة” على الساحة الخضراء في العاصمة طرابلس عن فتحها أمام الليبيين لتصبح ليبيا “جمراً” بات يكوي كل الليبيين انقساما حادا، وتدهورا في المعيشة، وقتلى على الطرقات بسبب اشتباكات أمنية تُسْتخدم فيها على الأرجح الأسلحة التي يقول أنصار القذافي إنها لا تزال مُخبّأة، وعصية على الكشف.
لا يملك مُطلقو الأساطير أي نوع من الأدلة أن ليبيا لا تزال تعوم فوق بحر من الأسلحة المُخبأة أو المدفونة، فإن صحت هذه الأساطير فإن ذلك معناه أن هناك شركاء لم يظهروا بعد في إخفاء هذه الأسلحة، وأنهم يعرفون مكانها، وأنهم قد يستخرجونها يوما ما لاستخدامها، وتوجيهها إلى صدور الليبيين، علما أن الحال الليبي الذي يسوده “اللا منطق” يمكن أن يكشف عن فصل آخر أكثر دموية مع أسلحة القذافي المدفونة التي دُفِع ثمنها من مال الليبيين، فيما ستتكفل الأسلحة ذاتها بإسالة دم الليبيين.
تُطمئن أوساط مهتمة ومتابعة لليبيين بأن أساطير صحراء الأسلحة ليست واقعية، وكذلك ليست علمية، فوق أنها لم يثبت عليها أي دليل، بل وتلفت تلك الأوساط أن أجهزة استخبارية عالمية قد نشطت على الأرض الليبية لمعرفة ما إذا كان القذافي قد يمتلك ترسانة أسلحة، وقد توصلت إلى ما يشبه القناعة أن قدرة معمر القذافي على حيازة أسلحة بعيدا عن “مراقبته اللصيقة”، وتخبئتها هو أمر يقترب كثيرا من “الأسطورة”.