أزمة هواوي: إليك الرابحون والخاسرون.. آبل في ورطة
لعل أفضل وصف يُطلق على شركة سامسونج بعد أزمة هواوي مقولة “ربّ ضارّة نافعة”، فالشركة الصينية التي تتعرض لمقاطعة شديدة هذ الفترة من الشركات الأمريكية كانت أكبر تهديد على بقية شركات الهواتف الذكية.
فمن هم الرابحون والخاسرون في هذه الأزمة؟
يأتي في مقدمة الرابحين شركة سامسونج التي تحتل صدارة مبيعات الهواتف الذكية، وكانت هواوي أعلنت قبل شهر عبر رئيسها التنفيذي أنها سوف تتخطى سامسونج في عام 2019 وتهيمن على سوق الهواتف الذكية.
وحتى بقية الشركات الصينية ستكون من الشركات الرابحة طالما لم تطلها العقوبات الأمريكية مثل شاومي وأوبو وون بلس وغيرهم.
وهناك سعادة غامرة في صدور شركات قطاع الاتصالات مثل إيركسون ونوكيا وسيسكو، وهي شركات تسعى لمنافسة تفوق وهيمنة هواوي في قطاع الشبكات والاتصالات لاسيما تطوير البنية التحتية لشبكات الجيل الخامس.
الخاسرون
أما الخاسرين من هذه الأزمة من ضمنهم شركة آبل التي قد تطالها ردة فعل صينية وتؤدي لخسائر فادحة تقدر بنسبة 30% في حال حُرمت من تصنيع أجهزتها في الصين التي تعتمد اعتماداً رئيسياً على الصين في التصنيع والإنتاج والمبيعات.
وآبل لديها تعاون ضخم مع شركة فوكسكون الصينية العملاقة لتصنيع وإنتاج هواتفها ومن ثم طرحه في الأسواق، كما أن مبيعات آبل في الصين قوية وهي أكبر سوقٍ خارج الولايات المتحدة، وأي قرار صيني بفرض ضرائب أو قيود على آبل وبقية الشركات الأمريكية يعني خسارة فادحة.
ويرى خبراء تقنيون أن عشاق هواوي لن يذهبوا إلى الايفون كخيارٍ بديل في حال استمرار الأزمة، بل سيتعاملون في أغلبهم مع هواتف آندرويد وذلك من منطلق التعاطف ومقاطعة لكل ما هو أمريكيّ من بينها آبل، والسبب الثاني أنهم سيفضّلون هاتفاً بنظام الآندرويد وليس نظام iOS الذي يعمل به الايفون.
من الخاسرين أيضاً شركة جوجل نفسها التي أعلنت حظر تعاملها مع هواوي، فجوجل تعتمد على مئات الملايين من هواتف هواوي في الأسواق والتي تساهم بانتشار نظام الآندرويد وبالتالي سوف تخسر عائدات الإعلانات من هذه الهواتف، كما ستخسر معلومات وبيانات ضخمة كانت تجمعها من هواتف هواوي العاملة بآندرويد.
ومن الخاسرين في هذه المعركة شركة كوالكوم التي لديها تعاون كبير مع هواوي في قطاع الرقاقات وأشباه الموصّلات ونفس الشيء ينطبق على شركة ARM المزودة لهواوي بمعمارية المعالجات.
من ضمن الخاسرين من خارج الولايات المتحدة هي شركة فودافون في المملكة المتحدة، والتي لديها تعاون ضخم ووثيق مع شركة هواوي في قطاع الاتصالات والبنية التحتية وفي حال اتخذت بريطانيا نفس الخطوة سيكون من الصعب على فودافون الاستمرار بالتعاون مع هواوي، ولذلك التبديل لشركة أخرى عملية معقدة وصعبة ومكلفة جداً وقد تؤدي لتأخير تطور الشركة وتقدمها في قطاع الاتصالات وشبكات الجيل الخامس.