أزمة نقص الوقود تُعمّق جراح الجنوب
تستفحل في الجنوب الليبي أزمة الوقود المستمرة دون حلول، منذ سنوات رغم ما تُخلّفه من مصاعب تنهش حياة المواطن البسيط، وتنهك كاهله بالاصطفاف في طوابير ممتدة، تصل لساعات أو حتى المبيت أمام محطات الوقود، للحصول على بعض منه.
وعلى الرغم من أن الجنوب الليبي يضم معظم حقول النفط في البلاد، حيث تقوم بتصدير قرابة النصف مليون برميل يوميا، إلا أن أسعار البنزين في الجنوب الليبي تصل إلى 10 أضعاف سعرها في مدن الساحل.
ونتجت أزمة الوقود خصوصا في الجنوب الليبي، عن عدة عوامل منها ارتفاع سعر الوقود في السوق السوداء، إلى جانب تهريبه عبر الحدود لخارج البلاد، بالإضافة إلى توقف إنتاج النفط مؤخرا؛ ليصل سعر لتر البنزين إلى 4 دنانير في السوق السوداء، بينما يباع اللتر في محطات الوقود بـ 15 قرشا.
من جهته، طالب عضو المجلس البلدي سبها حامد الشاوش، بضرورة إيصال كافة أنواع المحروقات إلى مدن الجنوب وتزويد مستودع سبها بها لضمان إيصالها للمواطنين عبر محطات الوقود، مشددا خلال مشاركته في اجتماع موسع ضم مسؤولي شركة البريقة وأعضاء بلديات الجنوب على ضرورة تفعيل الأنظمة الرقابية والأمنية للحد من عمليات تهريب الوقود التي قالت المؤسسة الوطنية للنفط في وقت سابق إنها تكلف خزانة الدولة نحو 750 مليون دينار، وعلى الرغم من إمدادات شركة البريقة لتسويق النفط من شحنات الوقود لمناطق الجنوب، إلا أن هذه الأزمة لاتزال مستمرة حتى هذه اللحظة.
تعاقبت الحكومات وتغيرت المناصب، إلا أن أزمة الوقود في الجنوب تتفاقم، وأصابع الاتهام لابد أن تطال الدولة العاجزة عن توفيره والصامتة أمام وقف عمليات تهريبه.