أزمة ليبيا.. و”حبال سوْ طاحت في بير”
218TV| خاص
عبدالعزيز محمديين
“الليبيون أنهكوا”.. هذا ما قاله المبعوث الأممي غسان سلامة في حديثة مع في مقابلة مع مجلة “ليدرز” التونسية، الأسبوع الماضي، في إشارة إلى التردي الكبير الذي وصل إليه حال ليبيا ذات الثروات الكبيرة والمشاكل الأكبر.
في التقرير التالي نعرض لكم “جردة حساب” للأطراف الليبية التي تتصدر المشهد، وساهمت بـ”حسن أو سوء نية” في تفاقم الأزمة التي طالت كل مناحي الحياة، ونحاول طرح فرضيات لحلول يممكن تطبيقها على الأرض بناء على آراء سياسيين وممهتمين بالشأن العام، وسنوردها هنا سواء اتفقنا أو اختلفنا معها.
أغلب مختنقات العملية السياسية يقف وراءها، مجلس النواب وغريمه المجلس الأعلى للدولة، وخلفهما المجلس الرئاسي، وهذه الأجسام الثلاثة موجودة على الأرض وفق نص الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات، ومن المؤكد أن ثلاثتهم يتمترسون خلف مطالب “مكتسبات” ويرفضون التنازل باسم “مصلحة البلاد والعباد”، وهذا هو السبب الرئيس لفشل جلسات الحوار مرارا.
بالنظر إلى توجه كل طرف، نرى أنه لو تم تنفيذ ما يصبو إليه فإن الطرف الآخر إن لم يجد نفسه خارج اللعبة، فسيكون بأضعف حال –قياسا على المكتسبات المحققة-، ولهذا يرفض هذا وذاك جميع ما يطرح على طاولة المفاوضات ويفضّل أن يبقى الخلاف أو يستفحل على أن يخرج خالي الوفاق.
تلخيص كل ما سبق، أن القصة تدور حول تقاسم السلطة، في بلد ثري ويملك المقومات لينهض سريعا من كبوته، لهذا كان الحل مستعصيا وسيبقى إن ظلت العقول تدور في البوتقة ذاتها.
سيناريوهات الحل
غسان سلامة يسير بخطته المُصادق عليها من مجلس الأمن، وقد يتجاوز الخطوة الأولى وهي تعديل الاتفاق السياسي، “دون نتائج كاملة”، إلى “المؤتمر الجامع” والذي تجمع الآراء على وجود فرصة حقيقية فيه بحال تم التحضير له بشكل جيد واختيرت الأطراف المشاركة بعناية بحث تكون ممثلا حقيقيا لمكونات ليبية لديها توجهات وطنية خالصة، ولا تحمل أي أجندات أخرى.
وبالقفز إلى خطوة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، فإن أصوات ليبية عديدة ترى فيها “مُخاطرة كبيرة” مستندة برأيها إلى أن الأوضاع على الأرض لا تخدم هذا التوجه، حيث أن ثقة المواطن بالعملية السياسية تعرضت لهزات كبيرة، وأصبحت همومه المعيشية على رأس أولوياته، بالإضافة إلى فقدانه الأمل بمن يتصدرون المشهد، ولذلك يُخشى من عزوف شعبي عنها.
يرى المتابعون أن الحل “الليبي الليبي” هو الأمثل، بحال خلصت النوايا ووضعت مصلحة ليبيا العليا فوق كل المصالح، لكن ومن خلال التجارب السابقة يتضح أن كل المحاولات السابقة كانت تنتهي عن النقاط الخلافية ذاتها، أي أن مبدأ التنازل مفقود بالحوارات وهو المبدأ الذي تقوم عليه أي مفاوضات للوصول إلى حل وسطي.
ومع أن ليبيا وصلت إلى حافة الإفلاس، وذاق المواطن الأمرين، ووصل الدولار لمستويات قياسية، وقطعت مخصصات الطلبة بالخارج، وتوقفت تحويلات المرضى، وفقدت الأدوية من المستشفيات، لم تُقترب المسافة بين الفرقاء، وكأن الموضوع بالنسبة إليهم “حياة أو موت”.
ليس المقصود “جلد الذات” كثيرا، لكن المشهد يفسر نفسه، والحل يعرفه كل ليبي جيدا، فلا يُصدق أن يجلس أبناء الجلدة الواحدة على الطاولة ويخرجون دون توافق إلا إذا دخلت “الشياطين في التفاصيل”.
وبالمحصلة يؤكد مهتمون بالشأن الليبي أن أزمة ليبيا ممكن أن تنتهي بتطبيق خارطة الأمم المتحدة، أو باتفاق مجلسي النواب والأعلى للدولة، أو بتوحيد مؤسسات البلاد العسكرية والمدينة والمالية، وتكون المحصلة “حبال سو طاحت في بير”.