أزمة ليبيا.. أميركا تخشى التورط.. وتركيا “تتمادى بالتدخل”
خاص| 218
حاور برنامج “USL” في حلقة، الثلاثاء، مدير منتدى “فكرة” في معهد واشنطن، الدكتور ديفيد بولوك، بشأن دور الولايات المتحدة وإمكانية تدخلها أكثر في ليبيا، خاصة بعد الانتخابات الرئاسية وفي حال فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن.
أميركا وليبيا
وقال بولوك إنه يقيّم الدور الأميركي في ليبيا-مبدئيا- كإيجابي في العلن لكن الجهود الفعلية على الأرض غير كافية، مضيفا أن أميركا قررت التخلي عن دور أساسي بالنسبة للأزمة الليبية بعد أن أحالت الملف إلى أوروبا والأمم المتحدة ودول المنطقة.
ورأى أن الحياد النشط الذي سلكته أميركا يساعدها على لعب دور إيجابي في الأزمة الليبية، لكنها تخشى الآن التورط أكثر في ليبيا في ضوء ما حدث سابقا في بنغازي، موضحا أنه ليس هناك طرف في ليبيا يخشى من التدخل الأميركي بقوة لصالح هذا الطرف أو ذاك ولهذا فدور أميركا في الأزمة غير فعال.
ولفت بولوك، إلى أن أميركا أُرهقت بسبب تدخلاتها في الدول الأخرى وتريد دورا أوروبيا أكثر فاعلية في ليبيا وفي المنطقة، وفي الفترة الأخيرة تركز أميركا على القضايا المحلية مثل الانتخابات والاقتصاد والصحة، وفي الخارج على الصراع مع الصين ومع إيران.
أميركا وتركيا
وبشأن الموقف الأميركي من التدخل التركي في ليبيا، رأى بولوك أن الصبر الأميركي تجاه تصرفات أردوغان أقل مما كان في الماضي، لكن هناك نوع من الصداقة الشخصية بين ترامب وأردوغان، مبيناً أن أميركا تعارض التحركات التركية في ليبيا وفي أذربيجان لأنها ليست في صالح أميركا وحلفائها.
وقال بولوك إن هناك احتمالا كبيرا لإعادة النظر في مجمل العلاقات التركية الأميركية في ظل “رئاسة بايدن”.
وأشار إلى أن هناك تشددا إسلاميا داخل إدارة أردوغان في السنين الأخيرة، ومع ذلك ليس هناك مفر للغرب من التعامل مع تركيا لأنها قوة إقليمية في المنطقة وحليفة في الناتو.
التدخل التركي
وأكد مدير منتدى فكرة في معهد واشنطن، أن التدخل التركي في ليبيا سيستمر على الرغم من كل القرارات الدولية، وقال إن هذا التدخل سلبي في العموم لأن تركيا ليس لديها نوايا لحل وسط في ليبيا.
وأشار إلى أن الحكومة التركية لديها مصالح اقتصادية وجيوستراتيجية في ليبيا وليست بالضرورة مصالح أيديولوجية، وعلى الرغم مما يبدو من تشدد ظاهري من قبل تركيا إلاّ أنها تسعى في النهاية إلى حل دبلوماسي يرعى مصالحها الاقتصادية.
تعقيد الأزمة
وحول العوامل التي تُعقّد الأزمة الليبية، ذكر الدكتور ديفيد بولوك، أن ليبيا تشهد الآن تكرارا للظواهر السابقة المتعلقة بالتدخل الخارجي وخاصة حول حظر الأسلحة، وتابع بأنه لا أحد من الدول المتدخلة سواء تركيا أو روسيا أو الدول العربية تلتزم بقرار حظر الأسلحة أو الوصول إلى تسوية دبلوماسية سلمية.
وأكد بولوك، أن كل الأطراف المتدخلة في ليبيا تستخدم الازدواجية والنفاق في تعاملها مع الملف الليبي، وأن أطراف النزاع في الداخل والدول الداعمة لهم لا يتوقعون نتائج ملموسة من المؤتمرات والحوارات التي تجري الآن، مشيرا إلى أن المؤتمرات لن تتمكن من إجبار تركيا على وقف تصدير الأسلحة والمرتزقة.
سبل الحل
وعن الأمل والجهود الدائرة الآن لحل الأزمة الليبية، ذكر بولوك أنه في المستقبل البعيد سنرى ذات يوم حلاّ وسطا للصراع الليبي بمساعدة المؤتمرات والأمم المتحدة، لكن يجب على الولايات المتحدة ممارسة القيادة والقيام بدور أكثر فعالية بدون تدخلات عسكرية.
ولفت إلى أن هناك تغيّرا إيجابيا بالنسبة للدور المصري في ليبيا، معتبرا هذا الدور “كلاعب يريد الوصول إلى حل وسط في ليبيا”.