أزمات ليبية مزمنة دون حلول جذرية
تقرير
أزمات ليبيا الخدمية نتاج بائن لأزماتها السياسية التي باتت مزمنة وكل موسم تتفاقم مشاكل المعيشة وصعوبتها في بلد يسبح فوق بحيرات من النفط والمياه العذبة وعلى السطح أراض زراعية خصبة وأطول شاطئ بحري على مستوى حوض البحر المتوسط غني بالثروة السمكية.
قبل الحرب وبعد الحرب ومع كل موسم شتاء ..رمضان .. صيف ..تتمادى معاناة المواطن مع انقطاع الكهرباء وانقطاع المياه وانعدام الآمان .. وفي رمضان والأعياد تشتعل الأسواق بأسعار صارت خرافية ومع وجود حكومتين تزيدان المعاناة تأزما تضاف إليها هذا الموسم جائحة كورونا.
تبرز مشكلة ما وتسطع إعلاميا فتبادر الحكومتان بإيجاد حل سريع يبدو سحريا لكنه مؤقتا .. وفيما يشبه الفزعة الليبية لتبدو الانفراجة التي ما بعدها حل، لترجع بعد أيام ذات الأزمة دون أي إستراتيجيات لحلول مثلى وتخطيط أمثل بعيد المدى موحد ينهي ماهو بديهي في بلدان أخرى أقل ثروات لكنها غنية بمواردها البشرية.
يظل الأمر على ماهو عليه فيما البلاد تشهد انقسامات حادة وفوضى أمنية وحربا لا تبدو لها نهاية في أقرب الآجال في إطار التعنت المحلي والخلاف الإقليمي الذي يدفع المواطن الليبي ثمنه غاليا في مسكنه ومأكله ومشربه وعيش حياته بكرامة كبقية شعوب الأرض.
