أزمات خانقة في الجنوب ترقى لمصاف “الكوارث”
تقرير| 218
كل ما تمر به ليبيا والمواطن من أزمات خانقة ومشاكل يومية ترتقي أحياناً لمصاف الكوارث الإنسانية، تكون مضاعفة في المناطق الجنوبية الغربية وأكثرها معاناة تلك الحائرة في التبعية بين الحكومتين الوفاق والليبية.
في العاصمة يخرج شباب حراك “بالتريس” في مظاهرة لمجرد انقطاع التيار الكهربائي لساعات كل يوم بينما في أغلب مدن الجنوب لا وجود للكهرباء لأيام ودخول تلك الربوع في حالة “بلاك آوت” في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتردي الخدمات.
وما يعانيه الليبي شمالاً من شح السيولة يكون مضاعفاً بالجنوب، فبعض البلدات والمدن لا تصل السيولة النقدية المحلية لمصارفها إلا مرتين في العام وقبيل الأعياد.
مشاكل ومختنقات ولا تحصى ولا تعد، ولأن المصائب لا تأتي فرادى، استفحل فيروس كورونا في عاصمة الجنوب سبها ومنها إلى ضواحيها ثم إلى مدن وبلدات أبعد مع ترد عام في قطاع الصحة وتسابق الحكومتين في طرابلس وبنغازي على “الفزعة” لأهل الجنوب ولكن تسابق يراه أهل الجنوب استهلاكاً إعلامياً فالحالات في ازدياد ولا منقذ حقيقياً يضع حداً لتفشي الوباء.
وفي ظل هذه المعاناة يقرر البرلمان إنشاء لجنة لإعادة استقرار الجنوب ولكن لم يظهر بعد من يؤكد هذا القرار الذي اعترض عليه بعض أبناء الجنوب واعتبروه هروباً للحكومة الليبية من مسؤولياتها، إذا بدلاً من إنشاء جسم تنفيذي موازٍ ينبغي العمل على تفعيل وزارات الحكومة الليبية لإنقاذ أهل الجنوب من محنة لا تبدو لها نهاية في قريب الآجال.