أخيرا.. السلام في جنوب السودان
جنوب السودان يشهد السلام بعد أكثر من 50 ألف قتيلا ومليوني شخص بين مهجّر ومشر
نجحت المساعي أخيرا لإيقاف الحرب الأهلية في جنوب السودان بعد توقيع الرئيس “سيلفا كير” اتفاق السلام مع فصائل المعارضة التي يقودها “رياك مشار” في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، لتطوى صفحة من المعارك والتهجير والموت خيّم على الدولة الناشئة حديثا، ودفع ثمنها الأبرياء
“مشار” الذي عمل نائبا لسيلفا كير تم اتهامه في عام 2013 بالتخطيط لانقلاب ضد الرئيس، لتشتعل بعد ذلك حرب راح ضحيتها أكثر من 50 ألف شخص على الأقل، كثير منهم مدنيون ولا علاقة لهم بأطراف الصراع، إضافة إلى تشريدها نحو مليوني شخص وعطّلت هذه الحرب عجلة التقدم للبلد الذي حصل على استقلاله قبل 7 أعوام فقط
فصيل المعارضة الرئيسي “الحركة الشعبية لتحرير السودان” وفصائل معارضة أخرى كانوا قد رفضوا الاتفاق في نهاية الشهر الماضي والذي تم بوساطة السودان، وسبقه انهيار اتفاق سلام وقع في عام 2015 بسبب اشتباكات بين القوات الحكومية والمتمردين، لكن الاتفاق الجديد مع حكومة جوبا يعطي ضمانات باحترام اتفاق سابق لتقاسم السلطة، وهو المطلب الرئيسي للمعارضة
قد تكون مصافحة “كير وشار” بعد كل هذه الدماء أكثر حدث تاريخي مؤثر في مستقبل جنوب السودان، فهذا اللقاء الأخير الذي تم أمام حشد رفيع المستوى ضم رئيسي أوغندا والسودان ورئيس وزراء إثيوبيا “آبي أحمد” إضافة إلى قادة إقليميين ومندوبين عن دول ترعى جهود السلام في جنوب السودان.