أحزاب تونسية لأردوغان: سيادة بلادنا أولاً وليبيا دولة شقيقة
تقرير 218
لم تكُن الزيارة غير المعلنة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى تونس واجتماعه مع الرئيس التونسي قيس سعيّد، زيارة عابرة في الشارع التونس وليبيا على وجه التحديد، لكونها تأتي في توقيت تعيش فيه ليبيا وقتًا حرجًا، مع تقدمات الجيش الوطني لقلب طرابلس، ومحاولات التيار المناهض للجيش، لاحتواء الموقف وإنقاذ الإسلاميين في ليبيا، من نهاية وشيكة، قد تحدث في أي لحظة قادمة.
وتحركت التيارات السياسية في تونس على عجل، لتعلن موقفها من زيارة أردوغان، كان أبرزها في إعلان رئيس حركة مشروع تونس محسن مرزوق، الذي دعا الرئاسة التونسية للنأي بنفسها من الأزمة الليبية، وعدم الاصطفاف على جانب واحد في ليبيا.
وطالب مرزوق في بيان للحركة، أن يكون الموقف الموحد في تونس محايدا، وضرورة دعوة المشير خليفة حفتر والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والحكومة اليونانية لزيارة تونس، حتى يكون الموقف التونسي معتدلا من الأزمة في ليبيا.
ورفضت حركة مشروع تونس، أن تكون تونس منصة “سياسيّة لمحور دوليّ معيّن تتناقض مصالحه مع مصالح تونس ومع سلامة علاقاتها العربيّة والدوليّة.”
وحذر رئيس الحركة في بيانه، من أي تحركات أمنية واستخباراية داخل التراب التونسي، تكون منصة لصالح تركيا في اتجاه ليبيا.
كما أصدر الحزب الدستوري الحر التونسي، بيانا انتقد فيه زيارة الرئيس التركي إلى تونس، لكونها زيارة غامضة، تضم وفدا أمنيًا من وزير الدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات التركي.
وأبدى الحزب استغرابه، من الزيارة، التي لم يُعلن عنها، طبقا لما تنصّ عليه اللوائح والمنصات الإعلامية التابعة للرئاسة التونسية.
ودعا الحزب، رئاسة الجمهورية التونسية، إلى اعتماد الشفافية في ملف السياسة الخارجية وتوضيح الخيارات المتبعة في هذا الشأن.
وحذر الحزب الدستوري الحر التونسي، من اتخاد أي خطوات أو أي قرارات باسم الشعب التونسي، له علاقة بالملف الليبي، وأن لا تنحرف السياسة التونسية وتتدخل في الشأن الليبي والتجادبات الدولية.
وانتقد النائب التونسي عن حركة الشعب، خالد الكريشي، زيارة أردوغان إلى تونس، واصفا إياها بمثابة “الرشوة” التي تفيد تزويد السوق التركي بزيت الزيتون التونسي، مقابل تعاون تونس والاصطفاف مع تركيا.
وشدّد الكريشي، في حديثه لقناة “حنبعل” التونسية، على أن الشعب التونسي لن يخضع بالرغم من الصعوبات التي يواجهها، ولن يشارك في قتل أهله في ليبيا، مقابل صفقة زيت الزيتون.
ووصف الصحفي التونسي لطفي العياري، زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى تونس، أنها “إهانة” لتونس ولشعبها، ومحاولة إقحامها في الملف الليبي، والاصطفاف مع طرف على حساب الآخر.
وأشار العماري خلال حديثه في قناة “الحوار التونسي”، أن الشعب التونسي كان ينتظر ردا قويا من الرئيس قيس سعيّد على زيارة أردوغان ومساعيه لتحالف تركي تونس مع الوفاق في ليبيا.
وأضاف الصحفي التونسي لطفي العماري، بقوله: “إن الإهانة أن يفرض أردوغان الزيارة على تونس في التوقيت الذي يختاره، بالتزامن مع توديع الجزائر لقائد أركان جيشها قايد صالح”.
وأعلن العماري أن بلاده وشعبها لن تبيع زيت الزيتون مخضب بدماء أبناء ليبيا، فأطفال تونس ليسوا أفضل من أطفال ليبيا، مؤكدا أن تونس يُراد لها الدخول في حرب ضد الشقيقة ليبيا.